سلطنةُ عُمان تشهد ظاهرة الانقلاب الشتوي.. ماذا يحدث؟

تشهد سلطنة عُمان ظاهرة فلكية مهمة تتمثل في الانقلاب الشتوي لعام 2025، والتي تُعد الحدث الفلكي الذي يُعلن رسميًا بداية فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

الانقلاب الشتوي في سلطنة عُمان 2025

 ومن المقرر أن تبدأ ظاهرة الانقلاب الشتوي في سلطنة عُمان غدًا عند الساعة 7:03 مساءً بالتوقيت المحلي لسلطنة عُمان، حيث يسجل هذا اليوم أقصر نهار وأطول ليل خلال أيام السنة.

وأوضحت مآثر بنت خميس الوهيبية، رئيسة لجنة التواصل المجتمعي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء، أن يوم الانقلاب الشتوي يتميز بقصر ساعات النهار وطول ساعات الليل، مبينةً أن الشمس ستشرق في محافظة مسقط عند الساعة 6:44 صباحًا، فيما تغرب عند الساعة 5:25 مساءً، ليبلغ طول النهار 10 ساعات و41 دقيقة فقط، مقابل أطول فترة ليلية خلال العام.

وأضافت الوهيبية خلال تصريحات صحفية اليوم السبت، أن هذا اليوم يمثل أول أيام فصل الشتاء فلكيًا، والذي سيستمر لمدة 88 يومًا و23 ساعة و42 دقيقة، حتى حلول الاعتدال الربيعي في شهر مارس من العام المقبل، مؤكدة أن الانقلاب الشتوي يُعد من أبرز الظواهر الفلكية التي ترتبط بتغير الفصول على كوكب الأرض.

تبادل نصفي الكرة الأرضية

وبيّنت أن ظاهرة الانقلاب الشتوي تحدث نتيجة ميلان محور الأرض بزاوية تُقدر بنحو 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس، وليس بسبب قرب أو بُعد الأرض عن الشمس كما يعتقد البعض. 

وأشارت إلى أن هذا الميل يؤدي إلى تبادل نصفي الكرة الأرضية في استقبال أشعة الشمس المباشرة، حيث يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس خلال الانقلاب الشتوي، ما يتسبب في قصر النهار وانخفاض درجات الحرارة في النصف الشمالي.

وأكدت أن من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن فصل الشتاء يحدث بسبب ابتعاد الأرض عن الشمس، موضحة أن الأرض تكون في أقرب نقطة لها من الشمس خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي، وهو ما يُعرف فلكيًا بنقطة الحضيض، الأمر الذي يثبت أن زاوية سقوط أشعة الشمس هي العامل الأساسي في اختلاف الفصول.

كما أشارت إلى أن هذه الظاهرة تؤثر على مناطق مختلفة من العالم بطرق متباينة، حيث لا تشهد بعض المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية شروقًا للشمس في يوم الانقلاب الشتوي، إذ تبقى الشمس تحت الأفق طوال اليوم، بينما يحدث العكس في الدائرة القطبية الجنوبية، حيث تستمر الشمس فوق الأفق طوال 24 ساعة فيما يُعرف بظاهرة “شمس منتصف الليل”.

ولفتت الوهيبية إلى أن من أبرز السمات المصاحبة للانقلاب الشتوي شروق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي، وانخفاض مسارها الظاهري في السماء، بالإضافة إلى ملاحظة أطول ظلال للأجسام خلال السنة.

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن ساعات النهار ستبدأ بالازدياد تدريجيًا بعد الانقلاب الشتوي، إلى أن تتساوى مع ساعات الليل مجددًا عند حدوث الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2026، مؤكدة أهمية هذه الظواهر في تعزيز الوعي الفلكي لدى المجتمع وربط الإنسان بدورات الطبيعة والكون.