أسعار النفط تتراجع للأسبوع الثاني وسط تفاؤل بسلام أوكرانيا وتوقعات وفرة المعروض العالمي

سجلت أسعار النفط تغيرًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، لكنها تتجه لإنهاء الأسبوع على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، في ظل تراجع المخاوف المتعلقة باضطرابات الإمدادات العالمية، بالتزامن مع تنامي الآمال بشأن التوصل إلى اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا.

وجاء هذا التراجع رغم التوترات المرتبطة بفرض قيود على ناقلات النفط الفنزويلية، حيث طغى التفاؤل الجيوسياسي على المخاوف المرتبطة بالإمدادات، ما حدّ من أي مكاسب محتملة للأسعار.

برنت وغرب تكساس.. أرقام التعاملات الأخيرة

بحلول الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بشكل طفيف بمقدار ثلاثة سنتات، أو ما يعادل 0.05%، لتسجل 59.85 دولار للبرميل. في المقابل، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس القيمة والنسبة ليستقر عند 56.12 دولار للبرميل.

وعلى أساس أسبوعي، تكبد خام برنت خسائر بنحو 2.1%، بينما سجل الخام الأمريكي انخفاضًا بنسبة 2.3%، ما يعكس ضغوطًا مستمرة على السوق.

توقعات بوفرة المعروض تضغط على السوق

يتوقع محللون على نطاق واسع أن يشهد سوق النفط العالمي فائضًا في المعروض خلال العام المقبل، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من تحالف أوبك+، إلى جانب ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة ومنتجين آخرين.

وفي هذا السياق، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأولية في بنك ساكسو، إن بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية يعكس وفرة واضحة في المعروض النفطي، مؤكدًا أن السوق يمتلك كميات كافية من الخام لامتصاص أي اضطرابات محتملة في الإمدادات.

العقوبات على فنزويلا وتأثيرها المحدود

أشار توني سيكامور، المحلل لدى مؤسسة آي.جي، إلى أن حالة عدم اليقين المحيطة بكيفية تطبيق الولايات المتحدة لقرار الرئيس دونالد ترامب بمنع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من دخول فنزويلا أو مغادرتها، ساهمت في تقليص علاوات المخاطر الجيوسياسية، ما انعكس سلبًا على أسعار النفط.

وأضاف أن هذا الغموض قلل من تأثير قرار الحصار على السوق، مقارنة بإجراءات أخرى قد تكون أكثر حدة.

النفط الروسي.. مصدر قلق أكبر للأسواق

يرى محللون أن أي خطوات إضافية تستهدف صادرات النفط الروسي قد تمثل تهديدًا أكبر لإمدادات الطاقة العالمية مقارنة بالإجراءات المفروضة على النفط الفنزويلي.

وفي هذا الإطار، كشف مصدران مطلعان على عمليات تصدير النفط الفنزويلي أن كاراكاس، التي تسهم بنحو 1% من الإمدادات العالمية، سمحت أمس الخميس لناقلتي نفط خام كبيرتين غير خاضعتين للعقوبات بالإبحار نحو الصين.

تفاؤل بسلام أوكرانيا يهدئ المخاوف

وأوضح سيكامور أن التفاؤل المتزايد بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، بوساطة تقودها الولايات المتحدة، ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بمخاطر الإمدادات، وهو ما ضغط بدوره على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

هل تمنع الأسعار المنخفضة هبوطًا حادًا؟

من جانبهم، توقع محللون في بنك أوف أمريكا أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى تقليص المعروض تدريجيًا، ما قد يحول دون حدوث تراجع حاد أو ما يشبه السقوط الحر للأسعار خلال الفترة المقبلة.

وأشاروا إلى أن انخفاض الأسعار قد يدفع بعض المنتجين إلى إعادة النظر في مستويات الإنتاج، الأمر الذي قد يوفر دعمًا نسبيًا للسوق على المدى المتوسط.