أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارته لموسكو الأربعاء، استعداد طهران لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، مشدداً في الوقت نفسه على أن إيران “لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم”.
وخلال لقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف، أشار عراقجي إلى تقديره للدور الروسي البناء في دعم الاتفاق النووي لعام 2015، مؤكداً أن روسيا لعبت دوراً إيجابياً في الحفاظ على حقوق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأضاف: “نحن مستعدون للتفاوض عندما ترغب واشنطن في مفاوضات متكافئة وبشروط متساوية، ولم نرسل أي رسائل بهذا الخصوص حتى الآن”.
روسيا تؤكد استعدادها للوساطة في الملف النووي
بدوره، شدد لافروف على استعداد روسيا لأي وساطة في الملف النووي الإيراني إذا وافقت طهران، مشيراً إلى أن البلدين يسعيان إلى التسوية السياسية وتجنب أي تصعيد عسكري. واعتبر أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران، والتي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر 2025، تعزز التعاون الثنائي على مدى عشرين عاماً وتوفر إطاراً متكاملاً للتنسيق في جميع المجالات.
كما أعلن لافروف توقيع أول “خطة تشاور” بين وزارتي خارجية البلدين للفترة من 2026 إلى 2028، لتعميق آليات التنسيق الدبلوماسي المنتظم، مؤكداً على أهمية التعاون العسكري التقني وفقاً للقانون الدولي، وضرورة احترام دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في متابعة البرنامج النووي الإيراني.
تأكيد إيران على حقها النووي وسط هجمات سابقة
وشدد عراقجي على أن إيران “ملتزمة بمنع انتشار الأسلحة النووية، وستواصل استخدام الطاقة النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بالرغم من الهجمات التي تعرضت لها منشآتها النووية”. وأوضح أن الغارات الأمريكية لم تدمر القدرات التكنولوجية لإيران ولم تثنِها عن الاستمرار في برامجها النووية.
كما أعرب عن شكره لروسيا لدعمها إيران خلال الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، مشيراً إلى ضرورة إجراء مشاورات مستمرة للتعامل مع أي أحداث مستقبلية، خصوصاً بعد تصعيد التوترات في يونيو الماضي حين شنت إسرائيل والولايات المتحدة غارات على منشآت نووية تحت الأرض.
التعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا يمتد إلى النقل واللوجستيات
ولفت عراقجي إلى أن العلاقات الإيرانية الروسية شاملة وتغطي المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، مشيراً إلى مشاريع استراتيجية مثل ممر العبور من الشمال إلى الجنوب وبناء شبكة سكك حديدية مشتركة، في إطار تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأكد أن مشاورات موسكو وطهران مستمرة بانتظام لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك على مستوى رؤساء الدول، حيث ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان مختلف أوجه التعاون في العاصمة التركمانستانية عشق آباد مؤخراً.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض