صانعو السيارات الأوروبيون أمام اختبار صعب في 2026 بين تخفيف الانبعاثات والمنافسة الصينية


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 | 10:53 مساءً
محمد عاطف

يستعد قطاع السيارات الأوروبي لدخول عام 2026 وسط توازن معقد بين احتمال تخفيف القيود البيئية المفروضة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبين تصاعد المنافسة القادمة من الصين، بحسب تقييمات حديثة صادرة عن محللي الأسواق العالمية.

ويرى هورست شنايدر، رئيس أبحاث أسهم السيارات الأوروبية في بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز، أن المرحلة المقبلة قد تفتح نافذة فرص لبعض الشركات، خاصة تلك التي تُصنف ضمن فئة الأسهم منخفضة السعر، والتي لا تزال تمتلك قابلية للحاق بالمنافسة إذا ما تحسنت البيئة التنظيمية.

أداء موسمي متوقع لأسهم السيارات

أوضح شنايدر أن أسهم قطاع السيارات غالبًا ما تسجل بداية قوية في الربع الأول من العام، يليها تراجع نسبي خلال منتصف السنة، قبل أن تعاود الصعود مع اقتراب نهايتها.

وأضاف أن هذا النمط قد يتكرر مجددًا في 2026، في ظل التغيرات التنظيمية المرتقبة وتحركات المستثمرين الباحثين عن فرص إعادة التقييم داخل القطاع.

فيراري تتصدر الترشيحات لعام 2026

برز سهم فيراري كأحد أبرز الرهانات الاستثمارية للعام المقبل، رغم الأداء الضعيف نسبيًا الذي شهده مؤخرًا.

وأشار شنايدر إلى أن تراجع تقييم الشركة الإيطالية الفاخرة خلق فرصة جذابة من حيث المخاطر والعوائد، مؤكدًا أن هذا الانخفاض لا يعكس ضعفًا في الأساسيات، بل حذرًا استراتيجيًا من جانب الشركة.

وتستعد فيراري لإطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل في أكتوبر المقبل، مع الحفاظ على نهج متحفظ في الإعلان عن التوقعات المالية، وهو ما اعتادت عليه الشركة قبل رفع توجيهاتها لاحقًا.

مرونة تنظيمية قد تعيد الاعتبار لمحركات الاحتراق

تتجه المفوضية الأوروبية إلى مراجعة خططها السابقة التي كانت تستهدف حظر بيع سيارات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، في خطوة تمثل تحولًا مهمًا في سياسة الانبعاثات داخل الاتحاد الأوروبي.

ويرى شنايدر أن هذا التوجه قد يمنح صانعي السيارات الأوروبيين، وعلى رأسهم فيراري، مساحة أوسع للاستمرار في تطوير نماذج بمحركات تقليدية ذات هوامش ربح أعلى، خاصة في ظل تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية مقارنة بالأسواق الأميركية والصينية.

تقييمات منخفضة وفرص إعادة تسعير

على مستوى القطاع ككل، أكد شنايدر أن تقييمات أسهم السيارات الأوروبية لا تزال عند مستويات متدنية، مشيرًا إلى أن المتوسطات المرتفعة نسبيًا تعود في الأساس إلى أسهم فاخرة مثل فيراري.

أما الشركات الأكثر ارتباطًا بالسوق الأوروبية، مثل فولكسفاغن ورينو، فتتداول عند مضاعفات ربحية تتراوح بين 4 و5 مرات فقط، ما يجعلها من أرخص أسهم القطاع حاليًا.

ويُرجع المحللون ذلك إلى تسعير السوق لسيناريوهات نمو طويلة الأجل سلبية للغاية، وهو ما قد يتغير إذا تم تخفيف قيود الانبعاثات.

تخفيف القواعد قد يغيّر الصورة طويلة الأجل

بحسب التقديرات، فإن أي تعديل في تنظيمات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لن ينعكس فورًا على أرباح 2026، لكنه قد يُحدث تحسنًا كبيرًا في التوقعات بعيدة المدى.

ويشير شنايدر إلى أن هذا التحسن قد يدفع الأسهم للانتقال من مضاعفات ربحية منخفضة إلى مستويات أعلى، بما قد يحقق عوائد تصل إلى 25% نتيجة إعادة التقييم فقط.

شركات أخرى تحت المجهر الاستثماري

إلى جانب شركات تصنيع السيارات، لفت شنايدر إلى فرص محتملة في قطاع المكونات، أبرزها:

كونتيننتال: التي قد تحقق توزيعات استثنائية إذا نجحت في بيع وحدة “كونتي تك” مقابل نحو 5 مليارات يورو.

Aumovio: شركة صغيرة في مكونات السيارات تتداول بخصم كبير مقارنة بمنافسيها، ما يجعلها هدفًا محتملاً للمستثمرين الباحثين عن فرص قيمة.