الصين تستغل ضعف أسعار النفط لبناء احتياطيات استراتيجية جديدة


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 | 10:34 صباحاً
النفط
النفط
وكالات

تسرع الصين وتيرة تكوين مخزوناتها من النفط الخام في ظل اتجاه هبوطي لأسعار النفط، إذ تشير البيانات إلى قفزة واضحة في كميات الخام المتجهة إلى التخزين خلال نوفمبر 2025، مع ارتفاع الواردات بوتيرة فاقت معدلات تشغيل المصافي.

ووفقا لحسابات تستند إلى بيانات رسمية، بلغ فائض النفط الخام في الصين خلال نوفمبر نحو 1.88 مليون برميل يوميا، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مستوى أكتوبر البالغ 690 ألف برميل يوميا، وهو أعلى مستوى يسجله الفائض منذ أبريل نيسان عندما وصل إلى 1.89 مليون برميل يوميا.

أصبحت وتيرة إضافة الصين للنفط إلى مخزوناتها عاملا محوريا في تقييم الطلب على الخام لدى أكبر مستورد للنفط في العالم، كما تضيف درجة من عدم اليقين إلى توقعات الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة.

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء أن المصافي الصينية عالجت نحو 14.86 مليون برميل يوميا في نوفمبر، وهو مستوى مستقر إلى حد كبير مقارنة بـ14.94 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وبزيادة 3.9% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

في المقابل، قفزت واردات النفط الخام إلى 12.43 مليون برميل يوميا خلال نوفمبر، مسجلة أعلى مستوى في 27 شهرا، وبزيادة 8.7% مقارنة بواردات أكتوبر البالغة 11.39 مليون برميل يوميا.

بلغ الإنتاج المحلي من النفط في نوفمبر نحو 4.31 مليون برميل يوميا، بزيادة طفيفة على 4.24 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وبذلك، بلغ إجمالي الخام المتاح للمصافي من الواردات والإنتاج المحلي نحو 16.74 مليون برميل يوميا.

وعند خصم الكميات التي جرى تكريرها من إجمالي المعروض، يتبقى فائض يقدر بنحو 1.88 مليون برميل يوميا، وهو ما يرجح توجهه إلى المخزونات الاستراتيجية والتجارية.

لا تكشف الصين عن أحجام النفط التي تدخل أو تخرج من مخزوناتها الاستراتيجية والتجارية، إلا أن تقدير الفائض يتم من خلال مقارنة إجمالي المعروض من الواردات والإنتاج المحلي مع كميات التكرير.

ورغم أن جزءا من هذا الفائض قد يكون جرى تكريره في منشآت لا تشملها البيانات الرسمية، فإن الصورة العامة تظهر بوضوح أنه منذ مارس آذار، كانت الصين تستورد نفطا بمعدلات تفوق احتياجات الطلب المحلي على الوقود.

وخلال أول 11 شهرا من العام، بلغ متوسط فائض الخام نحو 980 ألف برميل يوميا، في ظل واردات وإنتاج محلي مجتمعين عند 15.80 مليون برميل يوميا، مقابل تشغيل مصاف عند 14.82 مليون برميل يوميا.

بدأت عملية السحب من المخزونات مطلع 2025 بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط، إذ بلغت أسعار خام برنت أعلى مستوياتها هذا العام عند 82.63 دولار للبرميل في 15 يناير كانون الثاني، بعد صعود تدريجي من مستويات قرب 70 دولارا في أوائل ديسمبر كانون الأول.

ومنذ ذلك الحين، اتجهت الأسعار إلى التراجع مع تسجيل قفزات مؤقتة نتيجة التوترات الجيوسياسية، مثل المواجهة القصيرة بين إسرائيل وإيران في يونيو حزيران. وتراجع خام برنت مؤخرا إلى 60.15 دولار للبرميل خلال التعاملات الآسيوية، وهو أدنى مستوى منذ 20 أكتوبر، وسط آمال بالتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

تشجع هذه الاتجاهات السعرية المنخفضة المصافي الصينية على زيادة الواردات وتعزيز تدفقات النفط إلى المخزونات. وتشير تقديرات محللي السلع إلى أن فائض ديسمبر كانون الأول قد يتجاوز مستوى نوفمبر، مع توقع ارتفاع الواردات البحرية إلى 12.59 مليون برميل يوميا، دون احتساب واردات خطوط الأنابيب من روسيا التي تقترب من مليون برميل يوميا.

كما تدعم حصص الاستيراد الأعلى والخصومات الأكبر على النفط الروسي زيادة مشتريات الصين من الخام. ومع اعتقاد الأسواق أن بكين لم تصل بعد إلى المستوى المستهدف لمخزوناتها الاستراتيجية، فمن المرجح أن تواصل رفع الواردات طالما بقيت أسعار النفط تميل إلى الضعف.