متحف اللوفر يغلق أبوابه أمام الزوار بسبب إضراب الموظفين احتجاجًا على الأجور وظروف العمل

لم يفتح متحف اللوفر في باريس أبوابه أمام الجمهور اليوم الاثنين، بعد أن صوّت مئات الموظفين لصالح الإضراب عن العمل، في خطوة احتجاجية على الأجور وتدهور ظروف العمل داخل أحد أشهر المعالم الثقافية في العالم، ما تسبب في تعطّل دخول آلاف الزوار.

وأكد المتحف عبر موقعه الرسمي أن الإغلاق جاء نتيجة “إضرابات عامة”، مشيرًا إلى أن الأنشطة توقفت بشكل مؤقت في انتظار حل الأزمة القائمة مع العاملين.

مشاركة واسعة من العاملين ودعم نقابي

وشارك في الإضراب نحو 400 موظف، وفق ما أعلنته جهات نقابية تمثل العاملين بالمتحف، في تحرك وصفته النقابات بأنه جاء بعد محاولات متكررة للتنبيه إلى تدهور بيئة العمل دون استجابة كافية من الإدارة.

وأكد ممثلو النقابات أن المتحف يشهد نقصًا ملحوظًا في أعداد الموظفين، خاصة في القطاعات الحيوية، ما أدى إلى تحميل العاملين الحاليين أعباء إضافية تفوق طاقتهم.

شكاوى من تزايد الأعباء وتضارب التعليمات

وأوضحت النقابات في بيانها أن العاملين يعانون من “عبء عمل متزايد بشكل مستمر”، إلى جانب “تعليمات متضاربة” تعرقل أداء المهام اليومية وتؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للزوار.

وأشار البيان إلى أن استمرار هذه الأوضاع يهدد سلامة العاملين ويؤثر على تجربة الزائرين داخل المتحف، الذي يعد الوجهة السياحية الأولى في فرنسا والأكثر زيارة عالميًا.

مطالب بتعيينات دائمة وتحسين بيئة العمل

وتتمثل أبرز مطالب النقابات في تعيين مزيد من الموظفين الدائمين، لا سيما في مجالي الأمن وخدمات الزوار، إلى جانب تحسين ظروف العمل بما يضمن بيئة أكثر استقرارًا وعدالة للعاملين.

كما شددت النقابات على ضرورة إعادة النظر في سياسات الإدارة المتعلقة بتنظيم العمل وتوزيع المهام، بما يتناسب مع حجم الإقبال اليومي الكبير على المتحف.

اعتراض على زيادة أسعار التذاكر

وفي سياق متصل، أعلنت النقابات معارضتها لقرار زيادة أسعار تذاكر الدخول بنسبة 45 بالمئة اعتبارًا من منتصف يناير المقبل، على الزائرين من خارج الاتحاد الأوروبي، وهي الزيادة التي تهدف إلى تمويل أعمال التجديد بالمتحف.

وترى النقابات أن تحميل الزوار أعباء مالية إضافية لا يجب أن يكون بديلاً عن معالجة المشكلات الداخلية المتعلقة بالموارد البشرية وظروف العمل.

ضغوط متزايدة على المتحف الأشهر عالميًا

ويأتي الإضراب في وقت يواجه فيه متحف اللوفر تحديات متعددة، من بينها مشكلات في البنية التحتية، أبرزها تسربات مياه تسببت في إتلاف كتب تاريخية، إلى جانب تداعيات حادث سرقة مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 88 مليون يورو خلال شهر أكتوبر الماضي.

ويستقبل متحف اللوفر نحو 30 ألف زائر يوميًا، ما يجعل أي توقف عن العمل له تأثير مباشر على القطاع السياحي وعلى صورة المتحف عالميًا.