«تحديات إقليمية».. اتصال عاجل بين وزيري خارجية مصر والسعودية

في خطوة تعكس عمق التنسيق الدبلوماسي بين القاهرة والرياض، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الإقليمية الراهنة.

أكد عبد العاطي خلال الاتصال اعتزاز مصر بالروابط الأخوية التاريخية مع المملكة، مشيراً إلى الزخم المتزايد في العلاقات على جميع الأصعدة.

وشدد على أهمية استثمار هذا الزخم في المرحلة المقبلة، خاصة من خلال استكمال الترتيبات لعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى المصري-السعودي، الذي يمثل خطوة حاسمة نحو تعميق الشراكة الاستراتيجية.

ويأتي هذا في سياق اقتصادي يشهد استثمارات سعودية كبيرة في مصر، بلغت مئات المليارات من الدولارات في قطاعات مثل الطاقة والسياحة والتطوير العقاري، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي المشترك ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مواجهة التقلبات العالمية.

تبادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات في قطاع غزة، حيث أبرز عبد العاطي ضرورة ضمان استدامة وقف إطلاق النار وتنفيذ الاستحقاقات الواردة في المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2803. كما دعا إلى نشر قوة دولية مؤقتة لمراقبة الوقف، وحماية المدنيين، وتمكين القوات الفلسطينية من إدارة الشؤون الأمنية في غزة، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عقبات، وتهيئة الظروف للتعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وفي ظل الأزمة الإنسانية المستمرة، يؤثر الاستقرار في غزة على الاقتصادات الإقليمية، حيث يعيق التوترات التجارة عبر الممرات البحرية ويزيد من تكاليف الطاقة، مما يجعل التنسيق المصري-السعودي أمراً حيوياً لدعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز الاستثمارات في مشاريع الإعمار.

كما ناقش الاتصال الأوضاع في السودان، حيث أكد الجانبان أهمية مواصلة الجهود ضمن الآلية الرباعية لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار. شدد عبد العاطي على ضرورة توفير ملاذات آمنة وممرات إنسانية لتسهيل وصول المساعدات، مع التأكيد على دعم مصر لوحدة السودان وسيادته واستقراره، وحماية مؤسساته الوطنية.

اقتصادياً، يمثل الاستقرار في السودان فرصة لتعزيز التعاون الثلاثي مع مصر والسعودية في مجالات الزراعة والتعدين، حيث تعاني المنطقة من خسائر تصل إلى عشرات المليارات جراء النزاعات، مما يؤثر على سلاسل التوريد الإقليمية.

اختتم الاتصال بتأكيد الجانبين على استمرار التنسيق الوثيق لدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز العمل العربي المشترك، في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط تحديات اقتصادية متزايدة ناتجة عن الصراعات الجيوسياسية.

يعكس هذا الاتصال التزام البلدين ببناء شراكة مستدامة، تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المشترك ومواجهة التهديدات الإقليمية.