قال عمرو قطايا، خبير النقل، إن شركات الشحن العالمية بدأت الاتفاق تدريجيًا على العودة لاستخدام مسارات قناة السويس بعد فترة من الانحراف حول رأس الرجاء الصالح، مشيراً إلى أن هذه العودة ستكون تدريجية وليست مباشرة، وقد تستغرق بين 60 إلى 90 يوماً في بعض الخطوط، بينما قد تمتد إلى ستة أشهر أو سنة في خطوط أخرى، وفقًا لتصريحات بعض الشركات مثل "سي إم إيه" حول الخط الملاحي الهندي الباكستاني إلى شرق أمريكا.
وأوضح قطايا في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن العودة التدريجية تعود إلى عدة أسباب، منها إعادة ترتيب الشركات لمساراتها بعد أن اتخذت مسارات بديلة خلال العامين السابقين، بالإضافة إلى تغيّر سلاسل الإمداد، وانتقال بعض عمليات الشحن والتفريغ بين الموانئ، وتعاقد الشركات على سفن بحجم كبير لتفادي التأخير الناتج عن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.
وقال: "كل هذه الإجراءات التي اتخذتها الشركات خلال العامين السابقين يجب أن تتريث في العودة لأن لديهم حسابات وتعاقدات ومسارات للحاويات مع شاحنين، وكل هذا يرجع بعمليات تدريجية وليست مباشرة".
وحول انعكاس هذه العودة على أسعار الشحن، أوضح قطايا أن تقليص طول الرحلة بنحو 15 إلى 20 يوماً وخفض تكاليف الوقود قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الشحن، إلا أن هذا التأثير قد يتباين بسبب استمرار شركات التأمين في فرض قيم تأمينية مرتفعة للمرور بمضيق باب المندب، الذي يعتبر منطقة حرب من قبل شركات التأمين ونوادي الحماية والتعويض.
وأضاف: "قد نرى تبايناً في الأسعار، وهذا ما جعل رئيس هيئة قناة السويس والهيئة تعطي بعض المميزات للسفن، بما فيها تخفيضات بنسب تتراوح بين 15 و20%، لتجذب الشركات أو لتتعادل نسب الأرباح مع التكاليف".
وعن توقعاته لأسعار شحن الحاويات خلال عام 2025، قال قطايا إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مستمرة، حيث لا تزال الرسوم الجمركية مفروضة بشكل متفاوت وتزيد أو تقل أسبوعيًا على الشحنات القادمة من الصين والهند، مما يضيف حالة ارتباك على الأسواق.
وأشار أيضًا إلى أن دوران السفن حول رأس الرجاء الصالح أدى إلى زيادة الأوقات والتكاليف، إضافة إلى تأثير الحرب الحالية في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا على السفن، سواء كانت ناقلات نفط وغاز أو ناقلات حبوب، خاصة وأن أوكرانيا تمثل مصدرًا رئيسيًا للحبوب العالمية.
وأضاف: "وفقًا لتقارير الأونكتاد (UNCTAD)، ما زالت الأسعار مرتفعة، والعملية التجارية بحرياً مستمرة في الارتفاع، وربما لن نرى تأثير العودة لمسارات قناة السويس على الأسعار بشكل ملموس قبل النصف الثاني من عام 2026".
وأكد قطايا أن العوامل الجيوسياسية والحروب التجارية والتقلبات في مسارات السفن والموانئ جميعها تساهم في استمرار حالة عدم الاستقرار بأسعار الشحن، وأن العودة التدريجية لمسارات قناة السويس ستحتاج إلى وقت قبل أن تنعكس بشكل واضح على تكلفة الشحن للمستوردين والمصدرين على حد سواء.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض