محمد بن راشد يهنئ سعاد العامري بجائزة «نوابغ العرب 2025»


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 12:36 مساءً
وكالات

هنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المعمارية الدكتورة سعاد العامري، على فوزها بجائزة "نوابغ العرب 2025"، عن فئة العمارة والتصميم، مؤكدا أن المعمار هو تجسيد لهوية الشعوب وديوان لتاريخها.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن الحفاظ على التراث العمراني واجب حضاري يترجم احترام الأمم لتاريخها ومستقبلها.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في منشور على حسابه على منصة "إكس": "نهنئ الفائزة بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم لعام 2025، الدكتورة سعاد العامري من فلسطين، مؤسسة مركز المعمار الشعبي "رواق". قدمت إسهامات رائدة في الحفاظ على التراث المعماري الفلسطيني، وترميم المباني التاريخية وإعادة توظيفها بما يعزز الهوية العمرانية. كما شاركت في مشروع توثيق معماري يعد من الأكبر في فلسطين، نتج عنه سجل يضم أكثر من 50 ألف مبنى تاريخي، وإحياء 50 مركزا تاريخيا. وأشركت في مشاريعها الأهالي والحرفيين في ترميم القرى، من خلال استخدام المواد التقليدية في البناء".

وأضاف: "نبارك للدكتورة سعاد العامري فوزها وعطاءها الممتد لعقود.. حفظ الله فلسطين، وأعاد لمبانيها وقراها التاريخية الحياة التي تستحق، ولتراثها امتدادا يبقى ما بقيت الذاكرة العربية".

ويمثل مشروع "نوابغ العرب" الإستراتيجي رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،، لتسليط الضوء على العقول العربية الفذة وتجاربها الإنسانية الملهمة للشباب العربي في دفع عجلة الحضارة البشرية، في ميادين الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والعلوم الطبيعية، والأدب والفنون.

وتم منح جائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم لعام 2025 للدكتورة سعاد العامري، مؤسسة ومديرة مركز المعمار الشعبي "رواق"، تقديرا لإسهاماتها الرائدة في الحفاظ على التراث المعماري الفلسطيني، وتوثيق وترميم المباني التاريخية وإعادة استخدامها بما يخدم المجتمع ويعزز الهوية المعمارية. وقد أسهمت أعمالها في الحفاظ على الموروث العمراني الفلسطيني من خلال ترميم مجموعة واسعة من المباني وفق تصميمها التاريخي.

وكرست الدكتورة سعاد العامري، حياتها لتوثيق العمران في بلادها، ودربت الأجيال المتعاقبة من الحرفيين، وأصدرت الدراسات والأعمال والمراجع التي تحمي المعارف المعمارية التاريخية لبلادها وثقافتها بالتدوين الذي يوازي في أهميته الترميم.

وأسهمت الدكتورة سعاد، في واحد من أكبر مشاريع التوثيق العمراني في فلسطين، شمل إعداد سجل يضم أكثر من 50 ألف مبنى تاريخي في القرى والبلدات الفلسطينية، إلى جانب تدريب الحرفيين على استخدام المواد التقليدية في العمارة الفلسطينية. كما عملت على مشاريع لترميم القرى وإشراك الأهالي في إعادة تأهيل مبانيهم واستعادة قيمتها التاريخية والمعمارية.

وقدمت الدكتورة سعاد، إلى جانب جهودها الميدانية، مجموعة واسعة من الأبحاث والمؤلفات المتخصصة في العمارة في فلسطين، تناولت فيها التغيرات التي طرأت على القرى الفلسطينية من حيث النسيج العمراني والمواد المعمارية. كما أسهمت في تسجيل البيوت الفلسطينية وتوثيق تفاصيلها كاملة، من نوع البلاط والحجر والنقوش إلى المساقط والخرائط المعمارية الدقيقة.

وتتضمن أبرز المشاريع التي قادتها الدكتورة سعاد العامري، مشروع إحياء القلب التاريخي لبيرزيت، ومشروع إعادة تأهيل 50 قرية فلسطينية الذي انطلق عام 2005 من أجل الحفاظ على الإرث التاريخي والتراث الثقافي للريف الفلسطيني.

وحاضرت الدكتورة العامري في قسم الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت بين عامي 1982 و1996، كما ألفت مجموعة مهمة من الكتب المتخصصة في العمارة في فلسطين، مثل "البلاط التقليدي في فلسطين" الصادر عام 2000، و"زلزال في نيسان" الصادر عام 2002، و"عمارة قرى الكراسي" الصادر عام 2003، و"مناطير قصور المزارع في فلسطين" الصادر عام 2004.

تأثرت الدكتورة سعاد العامري، بالمدن والعواصم والبلاد العربية التي مرت بها خلال مسيرتها، وأظهرت جانبا متميزا من سحرها وعمرانها في أعمال نشرتها مثل كتاب "نباتات الأردن" الصادر عام 1982، ورواية "دمشقي" الصادرة عام 2016.

وإلى جانب نشاطها المتشعب في ميادين العمارة والتوثيق والترميم، تألقت الدكتورة سعاد العامري في فن الرواية والسرد، ووصلت العديد من كتاباتها إلى العالمية وتمت ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة.

وتخصصت الدكتورة سعاد العامري في الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية في بيروت، وحصلت على الماجستير من جامعة آن أربر ميتشيغن، كما حازت شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة في اسكتلندا.

وأجرى معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لمبادرة "نوابغ العرب"، اتصالا مرئيا بالدكتورة سعاد العامري، أبلغها خلاله بفوزها بجائزة "نوابغ العرب 2025" عن فئة العمارة والتصميم، منوها بما حققته على مدى أكثر من ثلاثة عقود في صون التراث المعماري العربي وتقديمه إلى الجمهور العالمي بالمشاريع الترميمية والإحيائية من جهة، وبالمحاضرات والوثائق والكتب والمنشورات والأبحاث من جهة ثانية، حتى أصبحت مرجعا عربيا وعالميا في مجالها.

وقال، إن مبادرة "نوابغ العرب" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحيي شغف البناء من جديد والسعي نحو تحقيق صدارة علمية ونقلة تنموية عربية نوعية تنطلق من التاريخ العريق لهذه المنطقة التي أسهمت تاريخيا في رفع صرح الحضارة الإنسانية، وتقوم على الفكر المتفائل بإمكانات الحاضر والمتطلع بثقة نحو فرص المستقبل، عبر إبراز أعمال المفكرين والمبتكرين والعلماء وإظهار إرثهم الراسخ في التنمية، مؤكدا أن القدوات الملهمة مثل الدكتورة سعاد العامري، تشجع الشباب العربي على التمسك بالتراث وكتابة إرث جديد من الإنجازات، وتحفز هجرة عكسية للعقول العربية، خاصة مع توفر مشاريع إستراتيجية حضارية؛ مثل "نوابغ العرب"، تقدرها وتحافظ عليها.

وضمت اللجنة المختصة بفئة العمارة والتصميم، البروفيسور هاشم سركيس، عميد كلية الهندسة والتخطيط في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، رئيس اللجنة، والأعضاء الدكتور أدريان لحود، عميد كلية العمارة بالكلية الملكية للفنون، والبروفيسور علي ملكاوي، المدير المؤسس لمركز هارفارد للمباني الخضراء وأستاذ التكنولوجيا المعمارية، مدير برنامج الدكتوراه في دراسات التصميم.

وتعد مبادرة "نوابغ العرب"، الجائزة الأكبر من نوعها عربيا، أعلى تقدير عربي للعقول المبدعة والمتميزة، وتحتفي بإسهامات ألمع الأسماء العربية من الذين سخروا حياتهم لخدمة البشرية. وقد باتت اليوم تعرف عربيا بالجائزة التي تضاهي جوائز نوبل العالمية.

وسيتم منح جائزة "نوابغ العرب" لفائز واحد ضمن كل فئة من فئاتها الست، ومليون درهم لكل منهم لتمويل أبحاثهم ومشاريعهم، وتوسيع نطاق الأثر الإيجابي لإبداعاتهم وإنجازاتهم عربيا وعالميا.