خالد صديق: حدائق الفسطاط نقطة عالمية غير موجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا


الجريدة العقارية السبت 13 ديسمبر 2025 | 08:03 مساءً
المهندس خالد صديق
المهندس خالد صديق
محمد فهمي

استعرض خالد صديق رئيس صندوق التنمية الحضرية تفاصيل مشروع حدائق الفسطاط، والخطوات التي تم اتخاذها لتحويل منطقة عزبة أبو قرن والمناطق المحيطة بها إلى منظومة تنموية وسياحية متكاملة.

وقال صديق في تصريحات تليفزيونية، إن المشروع بدأ بالتركيز على منطقة عزبة أبو قرن، ومنطقة بحيرة عين الحياة وعين الصيرة، والتي كانت مليئة بالحيوانات النافقة والنفايات، وتحيط بها عشش يعيش فيها الأهالي في ظروف صعبة. وأضاف أن عزبة أبو قرن وحدها تضم حوالي 4700 أسرة يعيشون تحت خط مستوى الحياة اللائقة.

وأشار صديق إلى أن المشروع امتد على مساحة 500 فدان، وتمت دراسته ضمن منظومة متكاملة من التنمية والتطوير، موضحًا أن المشروع لم يكن مجرد حديقة، بل شمل تطوير شامل للمنطقة.

 وأضاف: "عندنا سور مجرى العيون لما شلنا المدابغ بتاعة الجلود وصناعة الغراء وراحت في مدينة الروبيكي، وبدأنا نعمل مشروع التنمية اللي هو اسمه 'أرابيسك' دلوقتي وفيه فنادق 5 نجوم موجودة داخل المشروع داخل سور مجرى العيون".

ولفت صديق إلى أن أجزاء أخرى من المشروع شملت منطقة الخيالة التي تم تطويرها ضمن مشروع مستقل باسم "مشروع الخيالة"، ومنطقة بطن البقرة التي أصبح اسمها "الفسطاط فيو"، بالإضافة إلى المشروع الرئيسي الذي وصفه بـ"فص الألماظ"، والذي كان من أسوأ الأماكن في مصر، حيث كانت عزبة أبو قرن ومناطق نقل القمامة وبحيرة عين الحياة تعاني من تردي الأوضاع البيئية والاجتماعية، ليصبح الآن واحدًا من أجمل الأماكن في القاهرة والشرق الأوسط وأفريقيا.

وأكد صديق أن المشروع لم يقتصر على تطوير المناطق، بل تضمن تحسين حياة الأهالي الذين كانوا يعيشون في عزبة أبو قرن، حيث تم نقل جميع الأسر البالغ عددها 4700 أسرة إلى مجتمع جديد وراقي باسم "معًا" في مدينة السلام، يضم كل مستلزمات الحياة الكريمة من محال تجارية وترفيهية ومراكز ثقافية تشمل سينمات ومسارح، بالإضافة إلى مسجد وكنيسة وملاعب وحمامات سباحة، موضحًا أن الأهالي أصبحوا يعيشون حياة كريمة جيدة.

وأضاف صديق أن عملية التصميم والتنفيذ بدأت بعرض المشروع على عدد من المكاتب الاستشارية العالمية والمصرية، حيث تم اختيار الأنسب والأفضل، وتم عرض الفكرة على السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أيد المشروع، ليبدأ التنفيذ عمليًا رغم التحديات الكبيرة التي واجهها الجهاز المركزي للتعمير: "حجم الصعوبات وتنفيذه كانت عبارة عن تحدي رهيب ما بينا وما بين الواقع اللي كان فيه الأرض وما فيه المشروع ده".

كما أشار إلى أن المشروع جاء لمعالجة التراكمات البيئية على مدار العصور المختلفة، حيث كانت المنطقة تعتبر مكبًا للقمامة ومصدرًا لحرائق القاهرة المتكررة في فترات العصور الإسلامية والمملوكية والفاطمية، وهو ما تم تغييره بالكامل من خلال المشروع.

وأوضح صديق أن الحدائق لن تقتصر على الأنشطة الدائمة، بل سيتم تنظيم مهرجانات متنوعة، منها مهرجان صيفي لتكملة مهرجان العلمين الصيفي، مع التخطيط لإقامة مهرجانات الربيع والشتاء، بهدف استقطاب سكان القاهرة والمناطق المجاورة: "الغالبية موجود داخل القاهرة، وجزء منهم في الساحل، ولكن الأغلبية كلها موجودة في القاهرة".

وأضاف أن إدارة الحديقة ستكون من خلال تحالفات مصرية مع شركات عالمية لضمان الحفاظ على المكتسبات التي تحققت، مؤكدًا أن المشروع جذب اهتمام العديد من الجهات الدولية والجامعات الأجنبية التي راقبت التغيير الكبير بين الصور القديمة والحالية للحديقة، وشهدوا بنفسهم التحول من مكان متدهور إلى وجهة سياحية عالمية.

وفيما يخص مشاريع التطوير المجاورة، قال صديق إن مشروع "بطن البقرة" أصبح الآن "الفسطاط فيو"، وهو مشروع سكني يطل على حدائق الفسطاط، ويعتبر نقطة عالمية غير موجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا، مشددًا على أن المشروع يمثل تحولًا كاملًا من مكان كان من أسوأ أماكن القاهرة إلى أحد أجمل الأماكن في المنطقة، على حد قوله.