تحذيرات من فقاعة محتملة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي رغم الاستثمارات الضخمة


الجريدة العقارية السبت 13 ديسمبر 2025 | 05:47 مساءً
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
محمد فهمي

حذّرت ألينا تيموفيفا، الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي في شركة Techloomy، من مخاطر تضخّم الاستثمارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى احتمال تكرار سيناريو فقاعة «الدوت كوم»، في ظل غياب طلب مستدام وواضح على المدى الطويل.

وقالت تيموفيفا، في في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج، إن الاستثمارات في مراكز البيانات شهدت قفزات هائلة، إذ تم استثمار أكثر من 475 مليار دولار في عام 2025، بينما تتوقع شركة «ماكنزي» أن تتجاوز الاستثمارات حاجز 5 تريليونات دولار بحلول عام 2030 من أجل جني ثمار الذكاء الاصطناعي. إلا أنها أوضحت أن الاختلاف الجوهري بين مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والمراكز التقليدية التي طورتها شركات مثل «أمازون» و«مايكروسوفت» يكمن في أن الأخيرة بُنيت استجابة لطلب حقيقي، بينما يتم بناء مراكز الذكاء الاصطناعي بدافع الخوف من تفويت الفرصة مستقبلًا.

وأضافت أن هذا التوجه يحمل في طياته خطر تكوّن فقاعة، خصوصًا في ظل تقارير تشير إلى أن 95% من الشركات لم تحقق بعد أي عائد فعلي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات حول استدامة الطلب في المستقبل.

وحول شروط تحقيق الاستدامة، شددت تيموفيفا على أن العامل الأهم هو «تحقق القيمة»، موضحة أن الذكاء الاصطناعي ظل لفترة طويلة مجرد تكنولوجيا تُستخدم في تحسين الكفاءة أو كمساعد رقمي، دون أن يُحدث تحولًا اقتصاديًا واسع النطاق. وأكدت أن الاستدامة الحقيقية تتطلب تطبيقات عميقة تؤثر في حياة الناس، خاصة في قطاعات حيوية مثل الصحة، والأدوية، والبنية التحتية، وهو ما يحتاج إلى سنوات طويلة ليؤتي ثماره، كما حدث مع تقنيات سابقة مثل الحوسبة السحابية ومنصات البث الرقمي.

وفيما يتعلق بدور الشركات الكبرى، أشارت تيموفيفا إلى أن بعض الشركات، وعلى رأسها «إنفيديا»، قد تساهم في تضخيم الطلب بصورة غير مباشرة من خلال ما وصفته بـ«تدوير الاستثمارات»، حيث تستثمر الشركة في عملاء يقومون بدورهم بشراء رقائقها أو الاستثمار في شركات شريكة مثل «OpenAI». واعتبرت أن هذا النموذج يزيد من المخاطر، خاصة مع اعتماد «إنفيديا» على عدد محدود من العملاء الرئيسيين مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» وAWS، مؤكدة أن أي تراجع في طلب هذه الشركات قد يؤثر بشكل كبير على التقييمات المرتفعة الحالية.

كما لفتت إلى أن التقييمات الحالية تتجاهل المنافسة المحتملة من شركات أخرى، بما في ذلك الشركات الصينية أو الرقائق المطورة داخليًا مثل وحدات المعالجة الخاصة، ما قد يغيّر صورة السوق على المدى الطويل.

أما على صعيد الأثر الاقتصادي المحلي، فرأت تيموفيفا أن مراكز البيانات لا تخلق وظائف مستدامة على المدى البعيد، موضحة أن مراحل البناء تتطلب عمالة كثيفة كما هو الحال في ولايات مثل تكساس وفيرجينيا، لكن بعد اكتمال الإنشاء يتم الاعتماد بشكل كبير على الأتمتة، ما يقلل الحاجة إلى العمالة البشرية.

واختتمت بالقول إن مراكز البيانات قد توفر دفعة اقتصادية مؤقتة، لكنها لا تمثل حلًا طويل الأمد لخلق فرص عمل أو بناء اقتصاد محلي مستدام، وهو ما يضيف بُعدًا آخر للمخاطر المرتبطة بالتوسع السريع في هذا القطاع.