مؤسسة البترول الكويتية: قطاع البتروكيماويات يواجه تحولاً هيكليًا وفائض الإيثيلين يبلغ 15% عالميًا

أكد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف الصباح، أن صناعة البتروكيماويات العالمية تمر بمرحلة تحول هيكلي عميق لا يشبه التباطؤات الدورية المعتادة، مشيرًا إلى أن الضغوط الحالية على الصناعة ستستمر لفترة أطول مما كان متوقعًا.

وفي تصريحات مع قناة العربية بيزنيس على هامش مؤتمر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (GPCA)، قال الصباح إن فائض المعروض في الإيثيلين وصل اليوم إلى نحو 15%، وهو مستوى كبير يحتاج إلى وقت طويل لاستيعابه. 

وأوضح أن هذا الفائض أدى إلى تراجع معدلات التشغيل في المصانع العالمية من مستويات تتجاوز 90% إلى ما دون 80%، وهو مستوى يجعل تحقيق الأرباح "شبه مستحيل" حسب تعبيره

وأضاف الصباح أن ما يشهده القطاع يمثل مثالًا على ما وصفه الأمير عبد العزيز بن سلمان سابقًا بـ"سلوك القطيع"، موضحًا أن طفرة إنشاء قدرات تكسير الإيثيلين حول العالم فاقمت المعروض بشكل حاد. وأشار إلى أن التخلص من هذا الفائض يتطلب خروج ما يقرب من 20 منشأة تكسير ضخمة من السوق، وهو ما وصفه بأنه "تصحيح مؤلم" سيطال الشركات التي تفتقر إلى ميزة تنافسية في اللقيم أو الأسعار أو الموقع الجغرافي.

وأشار إلى أن دول الخليج في وضع أفضل مقارنة ببقية العالم، حيث تستفيد من ميزة الغاز واللقيم الأقل تكلفة، إلى جانب أفضلية جغرافية وهيكلية في التكاليف التشغيلية.

وفي ما يتعلق بالطلب العالمي، أكد الصباح أن الصورة المستقبلية تعتمد بدرجة كبيرة على الصين، سواء في النفط أو البتروكيماويات.

 وقال إن نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5% يعني إضافة أكثر من مليون برميل يوميًا من الطلب على البتروكيماويات بين الآن و2030. لكنه حذّر من أنه في حال تباطأ النمو إلى 3% فقط، فقد يتبخر ما بين 40% إلى 50% من هذه الزيادة المتوقعة في الطلب، ما سينعكس بقوة على الأسعار والطاقة الإنتاجية العالمية.