تباطؤ نمو أسعار المنازل الأمريكية في 2026 إلى 1.4% مع استمرار ارتفاع معدلات الرهن العقاري

يتوقع أن ترتفع أسعار المنازل في الولايات المتحدة بنسبة 1.4% فقط في عام 2026 بعد أداء مماثل هذا العام، وهو أبطأ معدل سنوي منذ 14 عامًا، رغم توقعات بخفض أسعار الفائدة عدة مرات أخرى، حسبما أظهر استطلاع أجرته رويترز.

ويأتي هذا التباطؤ خبرًا جيدًا للمشترين لأول مرة الذين لم تتمكن أجورهم من مواكبة الارتفاع السريع للأسعار، إلا أن السوق سيظل ضعيفًا جزئيًا بسبب ارتفاع الأسعار الحالي ونقص المنازل ذات الأسعار المعقولة.

أسعار المنازل الأمريكية

يتوقع خبراء العقارات أن يبلغ متوسط معدل الرهن العقاري الرئيسي لمدة 30 عامًا 6.18% في 2026 و5.88% في 2027، بانخفاض عن 6.32% حاليًا، رغم توقع السوق بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات أخرى من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وظلت معدلات الرهن العقاري أعلى من 6% منذ أواخر 2022، مقارنة بمستوى 2-3% خلال جائحة كوفيد-19، ما جعل العديد من الأسر المثبتة لقروض منخفضة الفائدة مترددة في إعادة تقييم خياراتها الحالية.

ويشير مؤشر ستاندرد آند بورز كوليديتي كيس-شيلر المركب لـ20 منطقة حضرية إلى أن ارتفاع أسعار المنازل بنسبة 1.4% في 2026 سيمثل أبطأ زيادة سنوية منذ 2011، على أن تتسارع وتيرة الزيادة إلى 2.7% في 2027.

ومن المتوقع أن ينتهي 2025 بزيادة قدرها 1.5%، بانخفاض عن توقعات سبتمبر ويونيو البالغة 2.1% و3.5% على التوالي، نتيجة انخفاض شهري متتابع في أسعار المنازل، وهو أول انخفاض منذ فبراير 2023.

وقال جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في بنك آي إن جي: "الطلب على المساكن مقيد بسبب ارتفاع الأسعار ومعدلات الرهن العقاري، فيما تزيد المخاوف من البطالة من ضعف رغبة المشترين، بينما يتزايد العرض مع ارتفاع الضرائب والتكاليف على أصحاب المنازل المثقلين بالأعباء المالية".

وأشار الاستطلاع إلى أن أكبر العوائق أمام المشترين لأول مرة هي نقص المنازل ذات الأسعار المعقولة وصعوبة ادخار مبلغ الدفعة الأولى، بينما أشار آخرون إلى ضعف سوق العمل، وقلة الائتمان، وعدم وجود دعم كافٍ للمشترين.

وأكد لورانس يون، كبير الاقتصاديين في الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين: "نعاني من نقص حاد في المعروض من المنازل ذات الأسعار المعقولة، وقد يكون تحويل بعض المباني المكتبية الشاغرة إلى وحدات سكنية أحد الحلول".

متوسط سعر المنزل الجديد في أمريكا

تجاوز متوسط سعر المنزل الجديد 400 ألف دولار في 2021، أي ما يقرب من 55% أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، واستمر في الارتفاع منذ ذلك الحين.

ويشكل مشترو المنازل لأول مرة الآن 21% فقط من السوق، وهو أدنى مستوى قياسي، فيما يرى 85% من المحللين أن القدرة على تحمل التكاليف ستتحسن خلال العام المقبل، لكن بشكل متواضع في أحسن الأحوال.

ويتوقع الخبراء أن تحافظ مبيعات المنازل القائمة، التي تمثل أكثر من 90% من المعاملات، على معدل سنوي ثابت يبلغ 4.1 مليون وحدة خلال الربعين المقبلين، قبل أن ترتفع قليلاً إلى 4.2 مليون وحدة ربع سنويًا، وهو أقل بكثير من ذروة أوائل 2021 البالغة 6.6 مليون وحدة.