كشف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، تفاصيل جديدة حول تجربته في إدارة الكفاءة الحكومية التي أسسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن التجربة كانت "ناجحة إلى حد ما" لكنها لم تكن المسار المناسب له، وأنه لا ينوي العودة لها مرة أخرى.
وجاءت تصريحات ماسك خلال مشاركته في بودكاست استضافته كاتي ميلر، المسؤولة السابقة في إدارة ترامب، حيث تطرق إلى كواليس فترة توليه رئاسة الإدارة وما واجهه خلالها من ضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية.
بداية التعاون بين ماسك وترامب.. من داعم رئيسي إلى مسؤول حكومي
كان ماسك أحد أبرز الداعمين لحملة ترامب الانتخابية، قبل أن يصبح أحد أهم حلفائه في ولايته الثانية، ليتولى بعدها رئاسة "إدارة الكفاءة الحكومية" التي أنشئت بهدف تقليص الإنفاق الحكومي وتقليل عدد الموظفين الاتحاديين.
وتمتد فترة قيادة ماسك للإدارة نحو خمسة أشهر فقط، وهي الفترة التي واجه خلالها انتقادات حادة سواء بسبب آرائه السياسية أو انعكاس قراراته على الرأي العام، لدرجة وصلت إلى الاعتداء على سيارات تسلا وتخريب بعضها.
ماسك: كنتُ بحاجة للتركيز على مشاريعي بدلاً من العمل الحكومي
خلال البودكاست، قال ماسك إنه يدرك الآن أن توليه المنصب الحكومي لم يكن الخيار المثالي، وأضاف: "أعتقد أنه كان الأفضل أن أركز على شركاتي. ولو فعلت ذلك لما كانوا أحرقوا السيارات".
وأكد أن الإدارة تمكنت بالفعل من إيقاف الكثير من النفقات غير الضرورية، وأن بعض جهودها حققت نتائج ملموسة، لكنه وصف النجاح بأنه "إلى حد ما" بسبب محدودية الوقت وتعقيدات البيروقراطية الحكومية.
جدل بين المستثمرين.. هل أثّر المنصب الحكومي على أداء تسلا؟
أثارت مشاركة ماسك في إدارة حكومية حساسة مخاوف عدد من المستثمرين الذين رأوا أن انشغاله السياسي قد أضعف تركيزه على إدارة شركة تسلا، خصوصًا في وقت كانت فيه الشركة تشهد تباطؤًا في المبيعات وتحديات في السوق.
وأدى هذا الجدل إلى قلق كبير داخل أسواق المال، مع اتهامات بأن ماسك لم يمنح شركته الاهتمام اللازم في فترة تحتاج إلى قيادة مستقرة.
تفكك الإدارة قبل انتهاء ولايتها.. وأرقام غير قابلة للتحقق
كشف سكوت كوبور، مدير مكتب إدارة شؤون الموظفين، أن إدارة الكفاءة الحكومية تفككت قبل ثمانية أشهر من انتهاء فترة عملها. ورغم إعلان الإدارة خفض عشرات المليارات من النفقات، فإن خبراء من خارج الحكومة أكدوا استحالة التحقق من هذه الأرقام لغياب الحسابات التفصيلية وعدم نشر تقارير شفافة عن عمل الإدارة.
خلاصة المشهد: تجربة مثيرة للجدل وماسك يطوي صفحتها نهائيًا
تأتي تصريحات ماسك لتغلق الباب تمامًا أمام أي احتمال لعودته للعمل الحكومي، بعد تجربة قصيرة مليئة بالانتقادات والتوترات والنتائج غير الحاسمة. ويرى مراقبون أن ماسك يسعى الآن لاستعادة تركيزه الكامل على مشاريعه التجارية، خصوصًا في ظل المنافسة العالمية المتزايدة بقطاع السيارات الكهربائية والتكنولوجيا.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض