شهدت البورصات الأوروبية حالة من الهدوء في ختام تعاملات الثلاثاء، إذ فضّل المستثمرون التريث قبل انطلاق اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الذي يستمر يومين، وسط توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة. ورغم هذا الترقب، تأثرت بعض القطاعات بتحركات شركات التكنولوجيا العالمية، ما انعكس على أداء السوق بشكل ملحوظ.
استقرار ستوكس 600 وتباين في المؤشرات الأوروبية
أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي دون تغيير يذكر عند مستوى 578.11 نقطة، فيما جاءت تحركات المؤشرات الرئيسية متفاوتة؛ إذ صعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.5 في المئة، بينما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.7 في المئة، في ظل ضغط واضح من أسهم السلع الفاخرة.
هزة في أسهم السلع الفاخرة بعد إعلان جوجل
تعرض سهم شركة إيسيلورلوكسوتيكا، المصنعة لنظارات راي بان، لتراجع حاد بلغ 5.6 في المئة، مسجلاً أحد أسوأ أداءاته اليومية منذ أبريل الماضي. وجاء هذا الانخفاض عقب إعلان جوجل نيتها إطلاق نظارات تعمل بالذكاء الاصطناعي في 2026 بالشراكة مع واربى باركر، وهو ما أثار مخاوف بشأن المنافسة في سوق النظارات الذكية.
امتد تأثير هذه التطورات إلى أسهم شركات الرفاهية الأخرى؛ حيث انخفض سهم كيرينج بنسبة 2 في المئة، وسهم إل.في.إم.إتش بنسبة 1.4 في المئة، بينما تصدر مؤشر شركات المنتجات الفاخرة خسائر القطاعات بهبوط 1.8 في المئة.
مكاسب لقطاعي التأمين والبنوك
على الجانب الآخر، سجل قطاع التأمين ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.3 في المئة، بينما واصل قطاع البنوك أداءه الإيجابي بصعود 0.8 في المئة، مدعوماً بتوقعات استمرار السياسات النقدية التيسيرية خلال الفترة المقبلة.
قطاع الدفاع يواصل الصعود مع قرب إقرار عقود تاريخية
ارتفع قطاع الشركات الدفاعية بعد تقارير أفادت بأن المشرعين الألمان يقتربون من الموافقة على عقود مشتريات قياسية بقيمة 52 مليار يورو خلال الأسبوع المقبل. وسجلت أسهم شركات راينميتال ورينك وهينسولدت ارتفاعات تراوحت بين 3.6 و5.9 في المئة، ما دفع مؤشر القطاع للصعود بنسبة 0.9 في المئة.
ترقب عالمي لاجتماع الفيدرالي الأمريكي
تتجه الأنظار في الأسواق العالمية نحو الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الاتحادي، وسط توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس غداً الأربعاء. وسيكون التركيز الأكبر على ما سيكشفه المجلس بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية بعد ديسمبر، في ظل تباطؤ بعض المؤشرات الاقتصادية.
وقالت دانييلا هاثورن، كبيرة محللي السوق لدى "كابيتال دوت كوم"، إن الأسواق تتعامل بحذر شديد مع هذا الحدث، مؤكدة أن التفاصيل المرتبطة بتوقعات الأعضاء ستكون محور الاهتمام الأساسي. وأضافت أن حالة الترقب قبل قرارات كبرى مثل هذه تعد أمراً طبيعياً، خاصة عندما تكون الأسواق على بُعد يوم واحد فقط من إعلان مصيري.
توقعات خفض الفائدة تدعم الأسواق العالمية
ساهمت التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة، إلى جانب بيانات اقتصادية هادئة وتصريحات حذرة من صانعي السياسة النقدية، في تعزيز شهية المستثمرين خلال الأسابيع الماضية، ما انعكس إيجابياً على أداء أسواق الأسهم العالمية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض