خبير اقتصادي: الفيدرالي قد يؤجّل قراراته إلى يناير.. وأسواق المنطقة بانتظار محفزات حقيقية

أكّد الخبير الاقتصادي محمد علي ياسين وجود مخاوف لدى الأسواق العالمية من عودة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، رغم قوة النمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال الربع الثالث والذي سجّل نحو 4%. وأشار إلى أن الأسواق قد تتفاجأ في حال لوّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتأجيل استكمال دورة التيسير النقدي، مرجّحًا أن يتجه الفيدرالي إلى انتظار اجتماع يناير لاتخاذ القرار المقبل بشأن أسعار الفائدة.

السوق السعودي: تقييمات منخفضة… لكن ينقصها المحفّز

وأوضح ياسين في لقاء مع قناة العربية بيزنيس، أن السوق السعودي شهد تراجعات حادة مؤخراً، رغم تداوله عند مستويات قريبة من نهاية عام 2023، مؤكدًا أن التقييمات الحالية منخفضة، لكن السوق يحتاج إلى محفزات قوية لحدوث ارتداد فعلي.

وأشار إلى عدة عوامل مؤثرة أبرزها: ارتفاع عوائد السندات الأمريكية؛ حيث ارتفع العائد على عشرة أعوام إلى نحو 4.17% رغم خفض الفائدة 50 نقطة أساس، ما يعكس مخاوف المستثمرين من العام المقبل، تراجع أسعار النفط رغم زيادة إنتاج دول "أوبك+" والتي أعادت أكثر من مليون برميل يوميًا للسوق خلال العام الجاري، وضعف الرؤية المستقبلية لقطاع البتروكيماويات، والذي قد يواجه صعوبة في التعافي خلال عام 2026 إذا استمرت أسعار النفط الحالية، والمنافسة على السيولة المحلية، حيث تحتاج البنوك إلى مزيد من الاستقرار لضخ سيولة يمكن أن تتجه لاحقاً إلى أسواق الأسهم.

وأكد ياسين أن البنوك السعودية قد تحقق نتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة، مستفيدة من فارق أسعار الإقراض والودائع، خاصة في حال حافظ الفيدرالي على سياسته دون مزيد من التخفيضات السريعة.

أسواق الإمارات: إعادة شراء الأسهم في أبوظبي ودعم الأسعار

وفي الإمارات، لفت ياسين إلى إعلان “أبوظبي” عن برنامج لإعادة شراء أسهمها بقيمة تصل إلى مليار درهم، إلى جانب تبني سياسة توزيع أرباح للمرة الأولى، بواقع نحو 20 فلسًا للسهم، ما يعادل عائداً يقارب 2%.

وأوضح أن إعادة الشراء بنسبة لا تتجاوز 10% تعد خطوة تهدف إلى دعم سعر السهم ومنح المستثمرين مزيداً من الثقة، رغم أن بعض الشركات التي اتخذت إجراءات مشابهة لم تشهد ارتفاعات كبيرة، لكنها حافظت على مستويات تداول مستقرة.

تراجع حاد في سهم "جلف نافيجشن"

وعلّق ياسين على التراجع الحاد الذي سجله سهم "جلف نافيجشن" خلال خمس جلسات متتالية، إذ انخفض من مستوى 9 دراهم إلى 3 دراهم خلال شهر ونصف، رغم دخول مستثمر استراتيجي قبل ستة أشهر.

وأشار إلى أن غياب التوضيحات الرسمية من الشركة أو الجهات التنظيمية يثير تساؤلات، مرجحاً وجود عمليات بيع دون وجود مشترين كافيين لامتصاص الكميات المعروضة، وداعياً الشركة إلى تقديم شرح أو إفصاح يوضح أسباب التذبذبات الحادة.