"رحلات خاصة إلى مصر والكويت".. ترحيل جماعي من الولايات المتحدة يشمل إيرانيين وعرب

أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة قامت بعملية ترحيل جماعية جديدة شملت نحو 50 شخصًا من جنسيات متعددة، غالبيتهم من الإيرانيين والعرب، وذلك على متن طائرة خاصة استأجرتها السلطات الأمريكية ضمن سلسلة من رحلات الترحيل التي تنفذها واشنطن في إطار سياسات الهجرة المشددة.

وذكرت الصحيفة أن الطائرة غادرت ولاية أريزونا وعلى متنها المرحلون، حيث من المقرر أن تتوقف في كل من مصر والكويت قبل مواصلة رحلتها إلى وجهات أخرى، وفق ما أكده مسؤولون إيرانيون تحدثوا للصحيفة. وتعد هذه الرحلة هي الثانية من نوعها خلال أشهر قليلة، حيث سبقتها رحلة مشابهة في سبتمبر الماضي تمت عبر الأراضي القطرية.

رحلات ترحيل سابقة واتهامات بالعنف

وبحسب نيويورك تايمز، فقد اشتكى ثمانية من بين 45 مرحَّلًا في رحلة سبتمبر السابقة من تعرضهم للعنف أثناء نقلهم، مؤكدين أنهم أُجبروا بالقوة على الصعود للطائرة رغم مقاومتهم خوفًا من العودة إلى بلدانهم. وروى بعض المرحَّلين أنهم تعرضوا للضرب، غير أن الولايات المتحدة وقطر نفتا صحة تلك المزاعم بشكل كامل.

وأكد مسؤولان إيرانيان للصحيفة أن الرحلة الأخيرة جاءت استكمالًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين طهران وواشنطن، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1979. ويقضي الاتفاق بتنسيق عمليات ترحيل الإيرانيين المهددين بالإبعاد من الأراضي الأمريكية، والذين يُقدّر عددهم بنحو ألفي شخص، وذلك عبر رحلات مؤجرة مباشرة إلى طهران بدلاً من الترحيل الفردي باستخدام الرحلات التجارية.

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مجتبى شاستي كريمي، مدير الخدمات القنصلية بوزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن بلاده تتوقع استقبال نحو 55 مرحَّلًا إضافيًا قريبًا من الولايات المتحدة. وأضاف كريمي أن العديد من الإيرانيين عبّروا عن رغبتهم في العودة بسبب ما وصفه بـ"السياسات العنصرية والمعادية للهجرة" داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الخارجية الإيرانية تلقت تقارير حول "معاملة لا إنسانية" يتعرض لها بعض المحتجزين الإيرانيين في مراكز الاحتجاز الأمريكية.

ورغم الاتهامات المتبادلة، امتنعت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن التعليق على عملية الترحيل الأخيرة، بينما وصف مسؤول أمريكي – لم تُكشف هويته – الرحلة بأنها "روتينية" وتشمل مواطنين من جنسيات مختلفة، وليس الإيرانيين وحدهم.