في خطوة تعكس الرغبة المصرية في تعزيز الجسور الإقليمية، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اتصالاً هاتفياً مكثفاً مساء السبت مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، حيث تناول الاتصال سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهران، بالإضافة إلى آخر التطورات في الملف النووي الإيراني، الذي يظل قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الإقليمي.
ثناء على الزخم الدبلوماسي وتطلعات مشتركة
ثمّن الوزيران الإيجابي وتيرة اللقاءات والتشاورات المتكررة بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدين التطلع إلى مواصلة التنسيق حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وأبرزا أهمية تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين، في إشارة إلى رغبة متبادلة في بناء شراكة استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، مثل الأمن الغذائي والطاقة والاستقرار الاقتصادي.
الملف النووي
دعوة للتهدئة وفرصة للحلول السلمية: وتطرق الحوار إلى تطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكد الوزير عبد العاطي على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد وبناء الثقة المتبادلة.
ودعا إلى تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار الجاد، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية، ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. وفي سياق متصل، أعرب الوزيران عن قلقهما المشترك إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في لبنان وغزة، مشددين على الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لوقف التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار، مع التركيز على منع أي تحركات قد تؤجج التوترات الإقليمية.
يأتي هذا الاتصال في وقت حاسم، حيث يُربط وزير الخارجية الإيراني استئناف المفاوضات النووية بتغيير النهج الأمريكي، وسط مخاوف من تلوث إشعاعي محتمل ناتج عن هجمات سابقة على المنشآت النووية الإيرانية، مما يعقّد عمليات التفتيش الدولية.
ويُعدّ هذا الحوار خطوة إيجابية في سياق الجهود المصرية المستمرة لدعم الحلول السلمية، كما حدث في اتصالات سابقة مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لتعزيز التعاون بين طهران والوكالة.
الرهان الأكبر
يُمثل هذا الاتصال رسالة قوية من القاهرة إلى طهران بأن الدبلوماسية تبقى الطريق الأمثل لتجنب التصعيد. لكن السؤال الذي يلوح في الأفق: هل ينجح هذا التعاون في إنقاذ الملف النووي من الانهيار، أم أن الرياح الإقليمية ستُعصف بكل الجهود؟ الإجابة تكمن في الخطوات القادمة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض