قال الدكتور عباس شراقي، خبير المياه وأستاذ الجيولوجيا، إن البيان الإثيوبي الأخير ضد مصر يعكس استمرار النهج الاستفزازي من جانب أديس أبابا، رغم أن القاهرة تُعلن باستمرار رغبتها في التعاون وتوليد كهرباء تحقق التنمية للشعب الإثيوبي ودول الجوار.
بيان إثيوبيا ضد مصر
وأضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ العقارية، أن إثيوبيا تتصرف وكأنها "الدولة الوحيدة التي تسيطر على مياه العالم"، بينما تبذل مصر جهودًا حقيقية لإيجاد حلول مشتركة تضمن مصالح الجميع دون إضرار أي طرف بالآخر.
ضرورة تحريك أحد الأطراف لإعادة المفاوضات
وأوضح شراقي أن الحل العملي في هذه المرحلة هو تحريك أحد الأطراف الدولية أو الإقليمية لإعادة المفاوضات مرة أخرى، حتى يتم الوصول إلى اتفاق ملزم يرضي جميع الأطراف ويوقف حالة العبث الحالية.
وأكد أستاذ الجيولوجيا، أن استئناف المفاوضات كفيل ببدء مرحلة جديدة من التنسيق وتبادل المعلومات بين وزارة الري المصرية ونظيرتها الإثيوبية، بحيث يتم تحديد خطط تشغيل السد مسبقًا، ومعرفة معدلات التصريف الشهرية، وتشغيل التوربينات، وفتح البوابات وفق جدول واضح ومعلن.
غياب التنسيق يزيد المخاطر على مصر والسودان
وأشار شراقي إلى أن غياب التنسيق يجعل أي حركة مفاجئة من الجانب الإثيوبي — مثل فتح البوابات أو توقف التوربينات — أمرًا عالي الخطورة، خاصة على السودان، مؤكدًا أن فتح عدة بوابات بشكل مفاجئ كما حدث في سبتمبر الماضي يُعرّض الخرطوم لفيضانات كارثية.
وتابع: "إذا توقفت التوربينات تمامًا، ستضطر إثيوبيا لفتح بوابات الطوارئ، وهذا قد يحدث مع بدء موسم الأمطار القادم في يوليو، ما لم تقم أديس أبابا بتفريغ تدريجي يبدأ من أبريل ومايو. فتح أربع بوابات دفعة واحدة مرة أخرى سيكون كارثة."
السد العالي ما يزال خط الدفاع الأساسي لمصر
وأشار الخبير المائي إلى أن السد العالي لا يزال "الحصن المنيع" الذي يحمي مصر من الاضطرابات المائية الإثيوبية، موضحًا أن السد استوعب خلال السنوات الماضية كل الفيضانات التي سببتها التصرفات غير المنسّقة لإثيوبيا، بينما بقيت السودان الأكثر تضررًا.
وأضاف أن مصر — بفضل بُعدها الجغرافي عن السد بنحو 2000 كيلومتر — لديها وقت كافٍ لامتصاص أي صدمة مائية، إلى جانب أن بحيرة ناصر وجبل مفيض توشكى يشكلان مناطق أمان إضافية.
قدرة إثيوبيا على الإضرار بالسودان خطيرة
وكشف شراقي أن إثيوبيا تمتلك 21 بوابة يمكنها — إذا قررت فتحها بشكل مفاجئ — أن تسبب دمارًا واسعًا في السودان خلال ساعات، مؤكدًا أن هذا يمثل خطورة عسكرية غير مباشرة، رغم أن إثيوبيا لا تملك القدرة العسكرية التقليدية لخوض حرب.
إثيوبيا تخطط لبناء سدود جديدة والتحرك الآن ضرورة
وحذّر الدكتور شراقي من أن إثيوبيا تخطط لبناء سدود جديدة بالطريقة نفسها التي فرضت بها سد النهضة كأمر واقع، وهو ما يستدعي تحركًا مصريًا مبكرًا حتى لا تتكرر الأزمة.
وقال: "يجب ألا ننتظر اليوم الذي تعلن فيه إثيوبيا بناء سد جديد، علينا أن نتحرك الآن للوصول إلى اتفاق ملزم يمنع تكرار السيناريو نفسه"، قائلًا: "الأفضل للجميع وللاستقرار في شرق أفريقيا أن يكون هناك اتفاق واضح وملزم قبل دخول إثيوبيا في أي خطوة جديدة. نحن لا نسعى لتعطيل التنمية الإثيوبية، بل نريد فقط ضمان عدم الإضرار بمصر والسودان. وبدون اتفاق، ستظل المنطقة معرضة لمخاطر غير محسوبة".
إثيوبيا تمتلك القدرة على تدمير السودان مائياً
إثيوبيا تمتلك القدرة على تدمير السودان مائياً
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض