في تحول لافت داخل المشهد السياسي والقضائي في كوريا الجنوبية، طالب ممثلو الادعاء العام بسجن السيدة الأولى السابقة كيم كيون هي لمدة تصل إلى 15 عاما، بعد توجيه سلسلة من الاتهامات إليها تتعلق بالرشوة، والتلاعب بأسعار الأسهم، وانتهاك قوانين تمويل الحملات السياسية. وتأتي هذه المحاكمة وسط مناخ سياسي مشحون منذ بدء التحقيق في فرض الرئيس السابق يون سوك يول الأحكام العرفية لفترة وجيزة العام الماضي، وما تبع ذلك من فضائح طالت الزوجين اللذين كانا يتمتعان بنفوذ واسع.
وتعتزم محكمة منطقة سول المركزية إصدار حكمها في القضية يوم 28 يناير، ما يجعل الملف محط اهتمام داخلي ودولي واسع بالنظر إلى حساسية موقع كيم كيون هي ودور زوجها السابق في الحياة السياسية الكورية.
مرافعات نهائية في ذكرى إعلان الأحكام العرفية
جاءت المرافعات الأخيرة للادعاء في جلسة تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لإعلان الأحكام العرفية من قبل الرئيس الأسبق، حيث عرض المدعون العامون تفاصيل الاتهامات الموجهة إلى كيم، والتي تتضمن ووفق الوثائق الرسمية:
التلاعب غير القانوني بأسعار الأسهم
انتهاك قوانين جمع التبرعات السياسية
تلقي رشاوى من كنيسة التوحيد
وخلال الجلسة، اعتذرت كيم كيون هي للمواطنين عن إثارة المتاعب، لكنها تمسكت بإنكار جميع التهم الموجهة إليها، مؤكدة عدم تورطها في أي مخالفات قانونية.
غرامات مالية تطاول مليارات الون
لم يقف طلب الادعاء عند حدود الحبس فقط، بل شمل أيضا فرض غرامة مالية تقارب ملياري وون (حوالي 1.36 مليون دولار)، مع المطالبة باسترداد مكاسب غير قانونية بقيمة قد تصل إلى 940 مليون وون.
ويستند المدعون في مطالبتهم إلى ما يعتبرونه أدلة على تحقيق كيم مكاسب مالية غير مشروعة تقدر بنحو 800 مليون وون خلال عامي 2010 و2011، من خلال المشاركة في عمليات تلاعب بأسهم منخفضة السيولة عبر مجموعة متخصصة في المضاربات المشبوهة.
من جانبها، أكد فريق الدفاع أن كيم لم تصدر أي أوامر تداول ولم تشترِ أو تبع الأسهم بشكل مباشر، وأن جميع الادعاءات القائمة حول استفادتها من عمليات التلاعب لا تستند إلى وقائع مثبتة.
هدايا فاخرة في قلب الاتهامات بالرشوة
أحد أبرز عناصر القضية يتعلق باستلام كيم هدايا باهظة الثمن من كنيسة التوحيد، من بينها:
حقيبتان من علامة شانيل
قلادة من الألماس
كمية من الجينسنج الكوري
وقدر الادعاء قيمة هذه الهدايا بنحو 80 مليون وون، معتبرًا أنها جاءت ضمن محاولة لاكتساب نفوذ داخل الدوائر السياسية.
إلا أن هيئة الدفاع أكدت أن تلك الهدايا كانت مقدمة دون مقابل ودون توقع أي منفعة، حيث شددت على أنها مجرد تقديم هدايا بروتوكولية لا ترقى إلى مستوى الرشوة.
وفي السياق نفسه، نفت هان هاك-جا، زعيمة كنيسة التوحيد التي تخضع هي الأخرى للمحاكمة، أي توجيه من المؤسسة لمنح رشوة لكيم.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض