وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين، الأربعاء، في زيارة رسمية تعد الرابعة له منذ توليه الرئاسة عام 2017، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة وقف إطلاق النار في أوكرانيا، إضافة إلى توسيع التعاون التجاري بين باريس وبكين.
وحط الرئيس الفرنسي في العاصمة الصينية حوالي الساعة 17:10 بالتوقيت المحلي (9:10 ت غ)، بحسب مراسل وكالة فرانس برس، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين الصينيين.
لقاءات رسمية مرتقبة مع القيادة الصينية
ومن المقرر أن يلتقي ماكرون بنظيره الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي تشيانغ في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة، قبل أن يتوجه إلى مدينة تشنغدو لمتابعة مشروع إعادة دب باندا كانا، الذي أُعير سابقًا لفرنسا.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن زيارة تشنغدو "استثنائية في البروتوكول الصيني" وحظيت بتقدير الرئيس الفرنسي، خصوصًا بعد نقل اثنين من دببة الباندا العملاقة إلى موطنهما الأصلي، مع وعود بإرسال دببة جديدة لتعويض الرحيل.
الصين ودورها في الأزمة الأوكرانية
تركز المحادثات بين ماكرون والصين على الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا، إذ أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي للضغط على روسيا، وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين، لقبول وقف إطلاق النار.
وأضاف بارو أن "الصين يمكن أن توجه روسيا نحو اتخاذ القرار الصحيح"، في ظل اتهامات غربية لبكين بدعم روسيا اقتصاديًا وعسكريًا لمجهودها الحربي، رغم دعواتها المتكررة إلى محادثات سلام واحترام وحدة الأراضي دون إدانة الغزو الروسي.
وقال ماكرون إنه سيبلغ الصين بضرورة "الامتناع عن توفير أي وسيلة لروسيا لمواصلة الحرب".
باريس وبكين: ملفات التجارة والعجز الأوروبي
إلى جانب الملف الأوكراني، ستبحث الزيارة العلاقات التجارية بين فرنسا والصين، حيث يعاني الاتحاد الأوروبي من عجز تجاري مع الصين يقدر بـ 357 مليار دولار.
وقال مستشار لماكرون: "من الضروري للصين أن تستهلك أكثر وتصدر أقل، ومن الضروري للأوروبيين أن يوفروا أقل وينتجوا أكثر"، في إطار تعزيز التوازن التجاري وتحقيق مصالح اقتصادية متبادلة.
رحلة ماكرون تستمر حتى الجمعة
تستمر زيارة الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت في الصين حتى يوم الجمعة، حيث تتضمن محطات رسمية في تشنغدو، إضافة إلى تذكير العلاقات الثقافية بين البلدين من خلال متابعة مشاريع حماية الحياة البرية، ومنها الباندا.
يأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى باريس هذا الأسبوع، وحثه أوروبا على دعم كييف، بينما يروج الرئيس الأمريكي لخطة لإنهاء الحرب وسط مخاوف أوروبية من فرض تنازلات على أوكرانيا بشأن أراضيها.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض