تباين في أداء أسواق الخليج مع استمرار ضغط أسعار النفط

شهدت أسواق الأسهم الخليجية خلال تعاملات اليوم الأربعاء حركة متباينة، وذلك بالتزامن مع تراجع أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، إلى جانب حالة ترقب تسود أوساط المستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة قد تحدد اتجاه السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة.

الضغوط النفطية تهيمن على المشهد

واصلت أسعار النفط تراجعها في ظل ترقب تطورات المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تسهم في زيادة المعروض العالمي في حال إحراز تقدم ملموس، بينما تتصاعد المخاوف من فائض محتمل مع ارتفاع مستويات المخزون.

ويمثل هذا الهبوط عامل ضغط مباشر على أسواق المال الخليجية التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل ميزانياتها، خاصة مع التداعيات المحتملة لتعطل صادرات الخام وانعكاسه على الإيرادات الحكومية.

خسائر في السوق السعودية مع استمرار حذر المستثمرين

تراجع المؤشر القياسي للسوق السعودية بنسبة 0.3% متأثرًا بتراجع سهم مصرف الراجحي بنسبة مماثلة، إضافة إلى انخفاض سهم شركة أرامكو العملاقة بنحو 0.5%.

ويأتي ذلك بعد إعلان المملكة ميزانية عام 2026، والتي تضمنت تقديرات بعجز مالي محدود بقيمة 165 مليار ريال (44 مليار دولار)، أي ما يعادل 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع تركيز الإنفاق على قطاعات استراتيجية مثل الصناعة والخدمات اللوجستية ضمن مساعي تعزيز الإيرادات غير النفطية.

تراجع محدود في قطر وصعود واضح بأسواق الإمارات

سجل المؤشر القطري انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% متأثرًا بهبوط سهم بنك قطر الوطني بنحو 0.4%.

في المقابل، حققت أسواق الإمارات أداءً إيجابيًا؛ إذ ارتفع المؤشر الرئيسي في دبي بنسبة 0.6% بدعم من صعود سهم بنك الإمارات دبي الوطني 2.9%، فيما ارتفع مؤشر أبوظبي بنسبة 0.7%.

وجاء النشاط المتزايد عقب استئناف التداولات بعد عطلة اليوم الوطني.

ترقب واسع لبيانات الاقتصاد الأمريكي

تتجه أنظار المستثمرين نحو البيانات الأمريكية المنتظرة خلال الأسبوع، وفي مقدمتها تقرير وظائف القطاع الخاص لشهر نوفمبر الصادر عن مؤسسة ADP، إضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، والذي يعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لرصد مستويات التضخم.

وتؤثر قرارات السياسة النقدية الأمريكية بشكل مباشر على اقتصادات الخليج بحكم ارتباط معظم العملات المحلية بالدولار.

احتمالات قوية لخفض الفائدة

وفقًا لقراءات أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME، تتوقع الأسواق بنسبة 88% أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل، وهي نسبة ارتفعت مقارنة بـ85% الأسبوع الماضي، ما يعكس توقعات متزايدة بتخفيف القيود النقدية.