ارتفاع أسعار القمح العالمية مع تجدد التوترات في البحر الأسود ودعم مناقصة الجزائر

ارتفعت أسعار القمح في بورصة يورونكست خلال تداولات اليوم الثلاثاء، لتستعيد العقود الآجلة جزءًا من خسائرها بعد هبوطها الأخير إلى أدنى مستوياتها، مدعومة بتحسن آفاق الطلب العالمي ومخاوف جديدة تتعلق بسلامة الشحن في البحر الأسود نتيجة تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية.

تعافٍ واضح في عقود مارس وسط تحسن المعنويات

سجل عقد القمح لشهر مارس، وهو الأكثر نشاطًا في بورصة يورونكست التي تتخذ من باريس مقرًا لها، ارتفاعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى 190.75 يورو للطن، أي ما يعادل 221.14 دولار، وذلك بحلول الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش. وجاء الارتفاع بعد ابتعاد الأسعار عن أدنى مستوى سُجل أمس عند 186.75 يورو للطن، مما يشير إلى تحسن ثقة المتعاملين بعد عدة جلسات من الضغوط.

مناقصة الجزائر تدعم الأسعار بعد ضغوط المحاصيل العالمية

شهدت الأسعار ضغوطًا في الأيام الماضية نتيجة ارتفاع تقديرات الإنتاج في دول نصف الكرة الجنوبي، وهو ما يعزز المنافسة في أسواق التصدير. غير أن إعلان الجزائر عن طرح مناقصة جديدة لاستيراد القمح، مع تلقي العروض يوم الأربعاء، أدى إلى انعاش السوق ومنح الأسعار دفعة إيجابية باعتبار الجزائر من أكبر مشتري القمح في العالم.

توتر جديد في البحر الأسود يعيد المخاوف للأسواق

تجددت المخاوف العالمية بشأن سلاسة إمدادات الحبوب عبر البحر الأسود، بعد سلسلة تطورات أمنية أثارت القلق بين المتعاملين. فقد أعلنت ناقلة روسية محملة بزيت دوار الشمس عن تعرضها لهجوم قبالة السواحل التركية صباح اليوم، في وقت صعّد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجته، ملوحًا بمنع أوكرانيا من الوصول إلى البحر ردًا على ما وصفه بهجمات أوكرانية تستهدف ناقلات ضمن ما يُعرف بـ"أسطول الظل الروسي".

رأي المتعاملين: "بوتين يكشر عن أنيابه"

ووفقًا لأحد المتعاملين في سوق العقود الآجلة، فإن الأجواء الحالية تعكس مزيجًا من التوترات الجيوسياسية والضغوط الفنية، مؤكدًا أن "بوتين يكشر عن أنيابه، وهناك مناقصة جزائرية، وهناك ضغط فني على يورونكست". ويشير ذلك إلى حالة ترقب واسعة بين المستثمرين الذين يتابعون تأثير الأحداث السياسية والأمنية على مسار أسعار الحبوب عالميًا.