تداولات عالمية حذرة بالتزامن مع موجة بيع واسعة للسندات وهبوط حاد للعملات المشفّرة وتوقعات برفع الفائدة في اليابان

شهدت الأسواق العالمية حالة من الحذر خلال تداولات الثلاثاء، بعد موجة بيع واسعة في أسواق السندات وهبوط حاد في العملات المشفّرة، ما أبقى الأسهم العالمية في دائرة التقلبات، وسط توقعات متصاعدة بأن اليابان تتجه لرفع أسعار الفائدة هذا الشهر.

ضغوط على السندات اليابانية وصعود تاريخي في العوائد

سجّلت الأسهم الأميركية تحركات محدودة في العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 بعد التراجعات الملحوظة في وول ستريت خلال جلسة الإثنين. وفي اليابان، ظلّت السندات الحكومية تحت ضغط واضح قبل طرح مزاد جديد لسندات العشر سنوات، وذلك عقب أسابيع من التراجع المستمر بفعل القلق من آفاق المالية العامة للبلاد.

وارتفع العائد على السندات اليابانية لأجل عشر سنوات إلى 1.88%، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ 17 عامًا، في إشارة إلى تشديد مالي متوقع قد يغيّر خريطة السيولة في الأسواق العالمية.

تراجع حاد في العملات المشفّرة: بتكوين تخسر 30% من ذروة أكتوبر

أسواق العملات المشفّرة كانت الأكثر اضطراباً، حيث انخفضت بتكوين بنسبة 5.2% خلال تداولات الإثنين، لتستقر قرب 87 ألف دولار، متراجعةً بنحو 30% مقارنة بالذروة التي بلغتها في أكتوبر الماضي. ويعكس هذا التراجع حالة القلق التي تسود الأسواق عالية المخاطر.

أداء متباين للأسهم الآسيوية وسط توقعات التشديد النقدي

على الرغم من الضغوط، ارتفع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.6%، فيما صعد مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.5% عقب هبوط كبير في الجلسة السابقة.

وجاء هذا التحسّن المحدود مدفوعاً بإشارات حاكم بنك اليابان كازو أويدا إلى احتمال اتخاذ خطوة تشديد جديدة ترفع أسعار الفائدة، وهي خطوة يراقبها المستثمرون عن كثب.

موجة بيع عالمية تدفع عوائد الخزانة الأميركية للصعود

التوقعات اليابانية بتشديد السياسة النقدية دفعت المتعاملين لبيع السندات عالميًا، لترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بنحو 7.7 نقطة أساس وتصل إلى 4.08%، ما يعكس تسعير الأسواق لمزيد من التقلبات خلال الأيام المقبلة.

الين يستفيد والدولار تحت الضغط قبل بيانات التضخم الأوروبية

حصل الين الياباني على دعم ملحوظ ليستقر عند 155.75 مقابل الدولار. كما ساهم هذا التحرك في دفع اليورو للصعود فوق 1.165 دولار، بينما بقي الدولار الأميركي تحت ضغط انتظارا لصدور بيانات التضخم في منطقة اليورو.

ويرى محللون أن الدولار قد يتجه نحو مسار هبوطي أكثر استدامة، مع استعداد الولايات المتحدة لخفض أسعار الفائدة بدرجة أسرع وأعمق مقارنة باقتصادات كبرى أخرى.

البيانات الأميركية تضغط على الدولار: انكماش صناعي وتسوق إلكتروني قوي

أظهرت بيانات حديثة انكماش القطاع الصناعي الأميركي للشهر التاسع على التوالي خلال نوفمبر، في مؤشر يعكس تباطؤ النشاط الصناعي.

وعلى الجانب الآخر، حققت مبيعات التسوق الإلكتروني أداءً يفوق التوقعات مسجّلة 23.6 مليار دولار، ما يشير إلى قوة الطلب الاستهلاكي رغم الضغوط الاقتصادية.

الذهب يستقر فوق 4200 دولار والنفط يرتفع وسط توترات جيوسياسية

حافظ الذهب على مكاسبه الأخيرة ليستقر فوق 4200 دولار للأوقية، مستفيدًا من حالة القلق المسيطرة على الأسواق.

وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بعد هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت روسية، حيث صعد خام برنت بنحو ثمانية سنتات ليصل إلى 63.26 دولار للبرميل.