الذهب يصعد إلى ذروة 6 أسابيع مع تراجع الدولار.. ما الأسباب؟


الجريدة العقارية الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 | 06:00 صباحاً
سعر الذهب
سعر الذهب
متابعات

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في نحو ستة أسابيع مع نهاية تعاملات يوم الاثنين، في ظل ضعف الدولار الأمريكي وميول الأسواق إلى تجنّب المخاطر.

وفق بيانات تداولات فورية، بلغ سعر الأوقية ~4,240.54 دولار مع نهاية تعاملات أمس، محققًا أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر.

كما ارتفعت عقود الذهب الأميركية للتسليم في ديسمبر إلى نحو 4,276.00 دولار.

الارتفاع جاء بعد توقعات قوية بأن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة خلال الشهر الجاري، ما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

التركيبة المثالية للذهب

تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أسبوعين تقريبًا جعل الذهب المقوم به أقل تكلفة لحائزي عملات أخرى، وهو ما ساهم في تعزيز الطلب على المعدن الأصفر.

في سياق ذلك، بدا أن المستثمرين يتجهون نحو الأصول الأكثر استقرارًا في ظل المخاطر المرتبطة بالأسواق والأسهم، ما أعاد الذهب إلى واجهة الاهتمام.

الفضة ترتفع مع صعود الذهب

لم يكن الذهب وحده من استفاد من التقلبات، فقد لامست أسعار الفضة مستويات قياسية، مدفوعة بنفس العوامل الأساسية: ضعف الدولار، توقعات خفض الفائدة، وتنامي الطلب على المعادن النفيسة.

هذه الحركة تعكس انتعاشًا في شهية المستثمرين نحو المعادن كوسيلة تحوط ضد المخاطر، في وقت لا تزال فيه الأسواق تخشى من تباطؤ اقتصادي محتمل.

عوامل صعود الذهب

نظراً إلى مؤشرات اقتصادية ضعيفة وتراجع في نشاط التصنيع، أصبح من المرجح أن يقرر الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب، ما يقلل عائد الأصول بالدولار ويرفع من قيمة الذهب.

سياسات نقدية تيسيرية وميل نحو الملاذ الآمن: انخفاض العوائد الحقيقية للأصول المالية يرافقه بحث عن الأمان في الأصول الحقيقية، والذهب يبدو الخيار الأول حين تتهاوى ثقة الدولار.

توترات اقتصادية وسياسية عالمية: في ظل حالة عدم استقرار في الاقتصاد العالمي وقلق من تباطؤ في النمو، يظهر الذهب مجددًا كملاذ ضد المخاطر.

هل يستمر الذهب في الصعود؟

تحليلات عدة تشير إلى أن الذهب قد يستهدف مستويات أعلى خلال 2026 — بعضها يرى أنه قد يصل إلى 4,500 دولار للأوقية إذا تواصلت عوامل الضغوط على الاقتصاد والدولار.

لكن هذا السيناريو مشروط بعدم حدوث انتعاش حاد في الاقتصاد الأميركي يؤدي إلى رفع الفائدة مجدّدًا، أو ظهور مؤشرات قوية على استقرار الدولار تُخفّض جاذبية المعدن الأصفر.

ماذا يعني هذا للمستثمرين؟

للمدخرين وحائزي الذهب: الارتفاع الحالي يعزز قيمة الأصول ويبدو فرصة مناسبة للحفاظ على ثروة ضد التقلبات.

للمضاربين: الذهب يُظهر زخمًا يصلح للتحوط أو المضاربة على المدى القصير، خاصة إذا استمرت توقعات خفض الفائدة.

للمتابعين للأسواق العالمية: الذهب والفضة يعكسان حالة عدم الثقة في النمو الاقتصادي، ويجب مراقبة قرارات الفيدرالي وبيانات الوظائف والتضخم عن قرب.