أصغر ملياردير عصامي في العالم بعمر 22 عامًا… القصة الكاملة لصعود بريندن فودي وشركته الناشئة في الذكاء الاصطناعي

أعاد وادي السيليكون ترتيب قائمة رموزه الشابة، فبينما اعتاد العالم متابعة رحلة مارك زوكربيرج، ظهر اسم جديد يلفت الأنظار بسرعة غير مسبوقة، بريندن فودي، البالغ من العمر 22 عامًا، أصبح أصغر ملياردير عصامي في العالم بعد نجاح استثنائي لشركته الناشئة في مجال التوظيف بالذكاء الاصطناعي، نجاحه بات مثالًا ينسف الفكرة الشائعة بأن الجيل زد لا يميل إلى العمل الجاد.

من فريق مناظرات إلى قائمة المليارديرات

فودي هو واحد من ثلاثة شبان، جميعهم في نفس العمر، انتقلوا من كونهم زملاء في فريق مناظرات إلى تأسيس شركة تكنولوجية أحدثت ضجة واسعة، رفقة أدراش هيريماث وسوريا ميدها، أسس trio شركة "ميركور" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في أتمتة عمليات التوظيف، بما في ذلك فرز السير الذاتية، وفحص المرشحين، والمقابلات المعتمدة على نماذج الذكاء الاصطناعي.

الفكرة بدأت خلال هاكاثون في ساو باولو، وهناك أدرك فودي وزملاؤه أن المشروع لا يمكن أن يظل مجرد تطبيق جامعي، بل ينبغي أن يتحول إلى شركة قادرة على المنافسة في سوق متسارع.

نمو مذهل وتحول سريع إلى شركة بمليار دولار

خلال تسعة أشهر فقط، تحولت الفكرة الأولية إلى شركة ذات إيرادات تشغيلية سنوية تصل إلى مليون دولار، ووصف مؤسسو "ميركور" شركتهم بأنها واحدة من أسرع الشركات الناشئة نموًا في عصر الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد حصولها على جولة تمويل ضخمة بقيمة 350 مليون دولار.

قاد الجولة صندوق "فيليسيس فينتشرز"، بمشاركة "جنرال كاتاليست"، و"بنتش مارك"، و"روبنهود فينتشرز"، هذه الجولة رفعت قيمة الشركة إلى 10 مليارات دولار، وجعلت مؤسسيها الثلاثة أصغر من زوكربيرج عندما أصبح مليارديرًا لأول مرة في عمر 23 عامًا.

ترك الجامعة 

بعد تركه لجامعة جورجتاون، انغمس فودي بالكامل في بناء شركته، لم يعد يومه يحتوي على لحظات رفاهية أو اجتماعات جانبية بلا هدف، برغم ازدحام جدول أعماله، يعتبر فودي أن شغفه بعمله هو الدافع الأول لاستمراره.

يقول لمجلة فورتشن إنه يستمتع بالأيام التي تقل فيها الاجتماعات، حيث يستغل الوقت في كتابة المهام وتطوير الأفكار، يعمل فودي من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً، ستة أيام أسبوعيًا، ويؤكد أنه لم يأخذ يومًا واحدًا إجازة خلال السنوات الثلاث الماضية، معتبرًا أن هذا الالتزام كان من أهم أسباب نجاحه.

الشغف قبل الانضباط

لم تتبلور فلسفة فودي حول العمل إلا بعد تركه للجامعة، كان يعتقد سابقًا أن النجاح يأتي فقط من الانضباط، لكن تجربته في تأسيس "ميركور" جعلته يكتشف أن الشغف بما يفعله هو العامل الحقيقي للاستمرار.

يوضح أنه خلال العشاء مع أسرته، كان يفكر في المشروع دون توقف، وأن العمل على فكرة يراها تنمو يومًا بعد يوم هو ما يجعله قادرًا على تحمل ساعات العمل الطويلة دون احتراق مهني، يؤمن فودي بأن الناس لا يحترقون بسبب العمل الجاد، بل بسبب العمل على شيء لا يؤمنون بقيمته أو لا يرون مردوده.

قصة مستمرة في عالم الذكاء الاصطناعي

قصة بريندن فودي تمثل نموذجًا جديدًا لرواد الأعمال الشباب الذين يدخلون عالم الذكاء الاصطناعي بثقة ورؤية واضحة، ومع استمرار توسع "ميركور" في سوق مليء بالفرص، يرى الكثيرون أن هذه مجرد بداية لمسار طويل قد يعيد تشكيل علاقة الذكاء الاصطناعي بعمليات التوظيف عالميًا.