استقالة رئيس مكتب زيلينسكي بعد مداهمة منزله تشعل أزمة سياسية في أوكرانيا


الجريدة العقارية الجمعة 28 نوفمبر 2025 | 09:52 مساءً
زيلينسكي ويرماك
زيلينسكي ويرماك
محمد شوشة

قدّم أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبير مفاوضي كييف في محادثات السلام المدعومة من الولايات المتحدة، استقالته اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من خضوع منزله لمداهمة نفذتها وحدات مكافحة الفساد. 

وجاءت الخطوة في لحظة سياسية حساسة تشهد فيها البلاد تحقيقًا واسعًا في شبهات فساد على مستويات عليا، بالتزامن مع استمرار الحرب مع روسيا وتصاعد الضغوط الأميركية لدفع كييف نحو تسوية.

استقالة رئيس مكتب زيلينسكي

أصبح يرماك، الذي كان يقود الفريق الأوكراني في مناقشة المقترحات الأميركية المتعلقة بالشروط الإقليمية والأمنية المطروحة والتي تستجيب لعدد من مطالب موسكو، في قلب الجدل السياسي.

وقال زيلينسكي إنه سيدرس تعيين خلف له يوم غد السبت، مؤكدًا أن أوكرانيا لن تقع في أخطاء تسعى إليها روسيا، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف.

ويُعد يرماك شخصية محورية في دائرة صنع القرار منذ صعود زيلينسكي إلى السلطة، حيث ارتبط اسمه بالرئيس منذ مرحلة عمله الكوميدية، ثم لعب دورًا أساسيًا في حملته الانتخابية عام 2019، ومع مرور السنوات، أصبح يُنظر إليه باعتباره صاحب نفوذ واسع وغير منتخب، ما أثار انتقادات من معارضين وناشطين وحتى من بعض نواب حزب خادم الشعب الحاكم.

وأكد يرماك من جانبه خضوع شقته للتفتيش، مشيراً إلى أنه متعاون مع المحققين، بينما لم تكشف وكالة مكافحة الفساد أو مكتب الادعاء المختص تفاصيل التحقيق الجاري.

قضية رشوة مزعومة بقيمة 100 مليون دولار 

كانت الوكالتان قد أعلنتا مؤخرًا فتح تحقيق موسع في قضية رشوة مزعومة بقيمة 100 مليون دولار داخل شركة الطاقة النووية الحكومية، يشتبه بتورط مسؤولين كبار سابقين ورجل أعمال كان مقربًا من زيلينسكي، دون الإشارة إلى ضلوع يرماك.

وطالب نواب وشخصيات معارضة بإقالته لتفادي ما وصفوه بتأثير سلبي على موقف أوكرانيا التفاوضي، فيما أكد النائب ميكيتا بوتوراييف أن استقالته، رغم توقيتها الحرج، كانت خطوة ضرورية.

وتأتي هذه التطورات بينما تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب تدريجية على جبهات القتال، وتقول موسكو إن قواتها تقترب من السيطرة على مدينة بوكروفسك شرقي البلاد، في ما قد يمثل أكبر تقدم لها منذ عامين.

خطة السلام الأمريكية في نظر بوتين

في المقابل، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة السلام الأمريكية المسربة مؤخرًا بأنها أساس محتمل لاتفاق مستقبلي، لكنه أصر على ضرورة تنازل كييف عن مواقع استراتيجية في الشرق قبل أي وقف لإطلاق النار.

وتسعى كييف في الوقت نفسه لإظهار تقدم حقيقي في جهود مكافحة الفساد، باعتبارها خطوة حاسمة نحو مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. 

وأكدت الوكالتان المعنيتان بمكافحة الفساد أنهما تواجهان ضغوطًا من مجموعات مصالح، فيما تراجع زيلينسكي سابقًا عن محاولة للحد من استقلالهما بعد احتجاجات داخلية وانتقادات دولية.