تشهد الأسواق المالية الصينية حالة ترقب غير مسبوقة بعد تفاقم أزمة الديون لدى شركة «تشاينا فانكي»، التي كانت يوماً أكبر مطور عقاري في البلاد من حيث المبيعات. التطورات الأخيرة أثارت قلقاً واسعاً بين متداولي السندات الحكومية، الذين يخشون من أن تتحول الأزمة إلى موجة عدوى تضرب قطاع السندات بأكمله، وتؤدي إلى عمليات استرداد ضخمة من صناديق الدخل الثابت.
ضغوط متزايدة على السندات السيادية وعوائد عند أعلى مستوياتها
سجلت عوائد السندات الصينية لأجل عشر سنوات هذا الأسبوع أعلى مستوى لها في شهرين قبل أن تستقر لاحقاً، بينما تتجه العقود الآجلة إلى أكبر خسارة أسبوعية منذ أغسطس. هذه التحركات تعكس تراجع جاذبية الأصول الآمنة في ظل تحسن العلاقات بين بكين وواشنطن، ما يجعل السوق أكثر حساسية لأي صدمات إضافية.
ويرى محللو «هواشوانغ سيكيورتيز» أن أزمة «فانكي» أثرت بالفعل على مزاج السوق، وأن موجة البيع الواسعة للسندات الحكومية كشفت استعداد المستثمرين لمواجهة موجة محتملة من عمليات استرداد الصناديق. ووفقاً لمذكرتهم البحثية، فإن استمرار تراجع سوق السندات الائتمانية قد يدفع العوائد إلى الارتفاع أكثر عبر حلقة تغذية راجعة ضاغطة.
تدهور في سندات وأسهم «فانكي» بعد مخاوف التعثر
تراجعت سندات وأسهم الشركة بشكل حاد عقب إعلانها المفاجئ عن سعيها لتمديد آجال استحقاق ديونها، وهو تطور أعاد للواجهة المخاوف المرتبطة بتعثر الشركات الكبرى في القطاع العقاري، والذي يعاني بالفعل منذ أكثر من عامين.
هذا التراجع عزز المخاوف من انتقال الأزمة إلى أدوات الدين الأخرى، خصوصاً أن مستثمري السندات ينظرون اليوم إلى تحركات بنك الشعب الصيني كمؤشر رئيسي على اتجاه السوق.
ترقب لتدخلات بنك الشعب الصيني.. والدروس السابقة حاضرة
رغم وفرة السيولة في النظام المصرفي، يتجه الأنظار نحو السياسات المحتملة للبنك المركزي الصيني بهدف احتواء تأثير الأزمة. فالبنك سبق أن تدخل عام 2020 بعد تعثر شركة فحم مملوكة للدولة، وضخ سيولة إضافية عبر أداة التمويل متوسط الأجل لتفادي انتقال الضغط إلى شركات أخرى.
كما استأنف البنك مؤخراً عمليات شراء السندات الحكومية، وهي خطوة يمكن توسيعها لضخ مزيد من السيولة واستعادة الثقة في السوق. وتشير تقديرات مجموعة «أستراليا ونيوزيلندا المصرفية» إلى احتمال زيادة مشتريات البنك من السندات قصيرة الأجل مع نهاية الشهر.
ويؤكد تشاوبنغ شينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين بالمجموعة، أن البنك عادة ما يتخذ خطوات دعم فوري عندما تؤدي أحداث ائتمانية كبيرة إلى اضطرابات في سوق السندات، مستشهداً بتجارب سابقة تعكس توجه البنك نحو التدخل السريع لتهدئة الأسواق.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض