يسعى الجيش الأمريكي للتعاقد مع شركات قادرة على إنتاج ما يصل إلى 30 ألف قذيفة سنويًا من طراز XM1208، القذيفة العنقودية الجديدة عيار 155 ملم، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الولايات المتحدة على تلبية احتياجات المدفعية في ظل الصراع الدائر في أوكرانيا.
حاليًا، تنتج الولايات المتحدة نحو 40 ألف قذيفة مدفعية شهريًا، بينما تواجه واشنطن وأوروبا تحديات لزيادة الإنتاج استجابةً للطلب المتزايد على ذخائر هاوتزر.
مواصفات القذيفة XM1208 الجديدة
وفقًا لتقرير نشره موقع Defense News، تحمل القذيفة XM1208 تسع ذخائر فرعية من طراز M99، صُممت للإطلاق من مدفعي M109A6/7 Paladin وM777A2، مع مدى أقصى يصل إلى حوالي 14 ميلاً.
تُجهز الذخائر لتفجير محدد أثناء الطيران باستخدام فتيل التوقيت الإلكتروني M762/A1، وتُسلح أثناء السقوط على الهدف. يتم توجيهها عبر مثبت شريطي، مطلقة نحو 1200 شظية تنجستن مسبقة التشكيل على ارتفاع متر ونصف فوق منطقة الهدف.
وفي حال فشل فتيل القرب، تتوفر أربعة بدائل للتفجير: عند الاصطدام، أو عبر الطاقة الحرارية العالية، أو بواسطة فتيلين إلكترونيين إضافيين، لضمان الأداء وتقليل المخاطر على المدنيين.
هدف الجيل الجديد من القذائف العنقودية
تُصمم القذائف XM1208 لتقليل المخاطر الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة، وهي مشكلة تاريخية شهدتها الحروب السابقة، حيث تصل نسبة الفشل في الذخائر القديمة بين 2 إلى 14%، ما يزيد احتمالات إصابة المدنيين.
ويهدف الجيش الأمريكي إلى الجمع بين فعالية الذخائر الفرعية المتعددة والالتزام بالمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة العنقودية بطريقة تعرض المدنيين للخطر.
تاريخ الذخائر العنقودية واستخدامها
ظهرت الأسلحة العنقودية لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية على يد سلاح الجو الألماني، وكانت مثار انتقاد دولي بسبب مخاطرها على المدنيين.
وفي العقود الأخيرة، استخدم الجيش الأمريكي ذخيرة DPICM ثنائية الغرض، التي تحتوي على عشرات الذخائر الصغيرة المضادة للدبابات والأفراد، مثل قذيفة M864 التي تحتوي على 72 ذخيرة صغيرة، وقذيفة M26 التي تحتوي على 644 ذخيرة.
لكن الذخائر القديمة كانت تشكل خطرًا بسبب معدلات الفشل المرتفعة، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية عام 2008 لتحديد نسبة فشل لا تتجاوز 1%، قبل إلغاء هذه السياسة في 2017.
خطة الجيش الأمريكي المستقبلية
يخطط الجيش لاستبدال ذخائر DPICM بالقذائف الجديدة C-DAEM، بما في ذلك XM1180 لمهاجمة الأهداف المدرعة، وXM1208 المستهدفة ضد الأفراد والمركبات الخفيفة.
وأكدت الاختبارات الناجحة في مارس 2024 على أن هذه الذخائر توفر:
قدرة قتل موسعة ضد أهداف متنوعة
فعالية أكبر ضد نيران المدفعية المضادة
تشغيل موثوق في البيئات المتنازع عليها باستخدام نظام GPS
تقليل المخاطر الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة
الحفاظ على الذخائر التقليدية
على الرغم من التطوير، يحتفظ الجيش الأمريكي بالذخائر التقليدية DPICM في المخزون للطوارئ، نظرًا لفعاليته المثبتة تاريخيًا.
وقال مارك كانسيان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS: "الجيش الأمريكي يقيّم باستمرار فعالية ذخائر DPICM ويجب الاحتفاظ بها في المخزون للاستخدام في حالات الطوارئ"، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لتقليل معدل الذخائر غير المنفجرة إلى أقل من 1% بتكلفة مالية ووزنية مقبولة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض