أصدرت الشبكة العالمية للفيروسات (GVN)، وهي تحالف يضم أبرز علماء الفيروسات البشرية والحيوانية في أكثر من 40 دولة والملتزمين بتعزيز التأهب للأوبئة من خلال البحث والتعليم والتدريب وحلول الصحة العالمية، بيانًا اليوم بشأن التفشي الجديد لمرض فيروس ماربورج (MVD) المؤكد في جنوب إثيوبيا.
فيروس ماربورج Marburg Virus
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم تأكيد تفشي المرض رسميًا في 14 نوفمبر 2025، بعد فحص الحالات الأولية المشتبه بها من الحمى النزفية الفيروسية في بلدة جينكا، بمنطقة جنوب أومو، إثيوبيا، وتبين احتواءها على الحمض النووي الريبوزي لفيروس ماربورج، وحتى 20 نوفمبر 2025، تم الإبلاغ عن ست حالات مؤكدة مختبريًا، من بينها ثلاث وفيات؛ بالإضافة إلى ذلك، لا تزال ثلاث وفيات محتملة مرتبطة وبائيًا قيد التحقيق، ويبلغ عدد المخالطين الذين يخضعون للمراقبة 206 أشخاص، وهو عدد متزايد.
ويعتبر التعرّف السريع على المصابين هي الأولوية المُلحة حاليًا، وعزلهم عند الاقتضاء، ومنع تفاقم انتقال العدوى، ولا توجد حاليًا أي علاجات مُعتمدة أو لقاحات مُرخّصة لمرض فيروس ماربورج، لذا فإن إدارة الحالات في الوقت المناسب، والمراقبة، وتتبع المُخالطين أمر أساسي، وتبقى الرعاية السريرية الداعمة حجر الأساس.
وأكد البروفيسور بونتيانو كاليبو، مدير معهد أبحاث الفيروسات في أوغندا (UVRI)، على العديد من الاحتياجات العاجلة في مجال البحث وإدارة تفشي المرض؛ هي:
أبحاث اللقاحات
تم اختبار لقاح ChAd3-MARV المُرشَّح من معهد سابين للقاحات في رواندا العام الماضي، ولكنه لم يُوفِّر بيانات عن فعاليته، وأجرى مشروع والتر ريد التابع لجامعة ماكيريري في أوغندا، بالشراكة مع سابين وآخرين، تجارب المرحلة الأولى والثانية، ويُحدد معهد بحوث الفيروسات في جامعة ماكيريري بنشاط العوامل المناعية المرتبطة بالحماية.
العلاج
تم تسجيل استخدامات تجريبية لمضادات الفيروسات مثل ريمديسيفير والأجسام المضادة وحيدة النسيلة في تفشيات سابقة، على الرغم من أن البيانات لا تزال محدودة.
المنشأ والبيئة
يجب أن تتقصى التحقيقات مصادر تفشي المرض، ونظرًا لأن هذه أول حالة إصابة بفيروس ماربورج في إثيوبيا، ينبغي أن تدرس الدراسات مصادر الخفافيش المحلية وخاصةً خفافيش روسيتوس إيجيبتياكوس، واحتمالية استيرادها عبر الحدود، والمسوحات المصلية بأثر رجعي، والنمذجة البيئية لمخاطر انتشار المرض.
النمذجة والمراقبة
حددت النمذجة السابقة التي أجراها معهد بحوث الأوبئة في أوغندا مناطق الخطر الجغرافية؛ وينبغي الآن تطبيق إطار النمذجة هذا على إثيوبيا لتقييم التغيرات المناخية أو البيئية التي تمكن من ظهور المرض.
وأضاف البروفيسور كاليبو: "يُتيح هذا التفشي أيضًا فرصة لتطوير أبحاث ضرورية لتطوير لقاح وعلاج لفيروس ماربورج، وستكون الدراسات العلمية التي تُجرى على الناجين، بما في ذلك الاستجابات المناعية وانتشار الفيروس مع مرور الوقت، ضرورية لتعزيز التأهب العالمي".
وأشارت شبكة الوقاية من الأمراض (GVN) إلى تداعيات إقليمية، فقرب موقع تفشي المرض من الحدود مع جنوب السودان وكينيا يزيد من احتمالية انتشاره عبر الحدود، ويدعم المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها Africa CDC جهود إثيوبيا في الاستجابة للوباء من خلال التشخيص، وتوفير تسلسل الجينوم، والمراقبة البيولوجية.
وقال البروفيسور سليم عبد الكريم، مدير مركز برنامج أبحاث الإيدز في جنوب أفريقيا (CAPRISA)، وهو مركز امتياز تابع لشبكة الوقاية من الأمراض (GVN): "اكتشاف فيروس ماربورج في إثيوبيا لأول مرة يُذكرنا بوضوح بسرعة ظهور التهديدات الفيروسية في مناطق جديدة، ويؤكد هذا على الحاجة إلى أنظمة مراقبة قوية، وقدرات تشخيصية سريعة، وشراكات علمية في جميع أنحاء أفريقيا".
وأضاف: "تتمتع أفريقيا بالقيادة العلمية والقدرات المختبرية والخبرة الميدانية اللازمة لمواجهة مثل هذه الأوبئة، ولكن يجب مواصلة الاستثمار في الاستعدادات، ليس فقط خلال الأزمات".
وستواصل الشبكة العالمية للفيروسات مراقبة الوضع عن كثب والعمل مع الشركاء في جميع أنحاء أفريقيا والمجتمع الصحي العالمي لدعم الاستجابة للتفشي وجهود البحث والاستراتيجيات طويلة الأجل للتخفيف من تهديدات فيروس ماربورج المستقبلية.
تفشي فيروس ماربورج في مناطق أخرى
أودت فاشيات فيروس ماربورج في تنزانيا بحياة عشرة أشخاص في يناير، وأُعلن عن انتهائها في مارس، ونجحت رواندا في احتواء أول تفشٍّ معروف لفيروس ماربورج في ديسمبر 2024، والذي أسفر عن 15 حالة وفاة، وفي العام الماضي، اختبرت رواندا لقاحًا تجريبيًا طوره معهد سابين للقاحات في الولايات المتحدة.
ما هو فيروس ماربورج؟
ينتمي فيروس ماربورج إلى نفس عائلة فيروس الإيبولا، وقد يُسبب مرضًا خطيرًا، وينتقل الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بدم أو سوائل أو أنسجة الأفراد أو الحيوانات المصابة، مثل الخفافيش والقرود، كما يُمكن أن ينتقل الفيروس داخل بيئة الرعاية الصحية، شريطة عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
أعراض فيروس ماربورج
1- حمى وقشعريرة مفاجئة
2- صداع وآلام عضلية ومفصلية
3- ضعف شديد وإرهاق
4- غثيان وقيء وإسهال
5- نزيف غير مبرر من اللثة والأنف والبول والبراز
علاج فيروس ماربورج
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يوجد حتى الآن لقاح أو مضاد فيروسي لعلاج فيروس ماربورج، ومع ذلك، فإن الرعاية الداعمة المكثفة المبكرة، التي تشمل الترطيب وعلاج أعراض محددة، يمكن أن تساعد في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
كيفية الوقاية من فيروس ماربورج
1- تجنب الاتصال الوثيق بالدم أو سوائل الجسم للأشخاص المصابين بالمرض.
2- الابتعاد عن العلاقة الحميمة مع شخص تم تشخيصه مؤخرًا بمرض ماربورج.
3- تجنب لمس الأسطح الملوثة التي قد تكون لامست سوائل جسم شخص مصاب.
فيروس ماربورج
فيروس ماربورج Marburg Virus
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض