البابا ليو الرابع عشر يحذر من حرب عالمية ثالثة.. ويؤكد: "لا يجب الاستسلام بأي شكل"


الجريدة العقارية الخميس 27 نوفمبر 2025 | 05:46 مساءً
البابا ليو الرابع عشر يحذر من حرب عالمية ثالثة
البابا ليو الرابع عشر يحذر من حرب عالمية ثالثة
وكالات

بينما كانت الولايات المتحدة تحتفل بعيد الشكر، اتجه بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر نحو الشرق الأوسط حاملًا رسالة غير مسبوقة في حدّتها، إذ وصف مراقبون تحذيره بأنه الأكثر قتامة منذ وصوله إلى سدة البابوية: مستقبل البشرية مهدد بالخطر.

رسالة تحذير قاسية في أول ظهور خارجي

اختار البابا ليو الرابع عشر، الذي انتُخب في مايو الماضي ويبلغ من العمر 70 عامًا، أن تكون تركيا محطته الأولى خارج الفاتيكان. وجهة غير تقليدية لبابا جديد، لكنها تحمل دلالات واضحة تشير إلى رغبته في إعادة تشكيل الدور الدولي للكرسي الرسولي من قلب دولة ذات غالبية مسلمة.

على متن الطائرة البابوية، تناول البابا فطيرة اليقطين على الطريقة الأمريكية، لكن رحلته لم تكن احتفالية؛ بل حملت خطابًا سياسيًا حادًا، جاء هذه المرة باللغة الإنجليزية بدلًا من الإيطالية التقليدية، في خطوة اعتبرها محللون توجيهًا مباشرًا لرسالة البابا إلى العالم بدلًا من الداخل الكنسي.

تحذير من حرب عالمية ثالثة

فور وصوله إلى القصر الرئاسي في أنقرة، التقى البابا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبدأ خطابه بنبرة بعيدة عن المجاملات الدبلوماسية، محذرًا من أن العالم يشهد عددًا “غير عادي” من الصراعات الدامية.

وأكد أن ما يحدث اليوم يمثل “حربًا عالمية ثالثة مجزأة”، تُغذّيها سياسات القوة العسكرية والضغوط الاقتصادية، وشدد بقوله: “لا يجب الاستسلام بأي شكل… الطموحات التي تدوس العدالة والسلام تزعزع استقرار العالم”.

ترحيب تركي ورسائل إلى الشرق الأوسط

من جهته، رحّب الرئيس أردوغان بموقف البابا، واصفًا إياه بـ “الذكي” تجاه القضية الفلسطينية، ومشددًا على أهمية الزيارة في ظل التوترات المتفاقمة في غزة وأوكرانيا.

اختيار تركيا لم يكن صدفة، فالزيارة تتزامن مع مرور 1700 عام على مجمع نيقية الذي وضع أسس “قانون الإيمان” المسيحي، ما يمنح المناسبة وزنًا دينيًا وتاريخيًا. ورغم أن المسيحيين يشكلون أقل من 1% من سكان تركيا، فإن البابا يسعى لتقوية روابط الحوار بين الفاتيكان والعالم الإسلامي، إلى جانب لقائه المرتقب مع البطريرك برثلماوس في إسطنبول.

زيارة متعددة المحطات ورؤية جيوسياسية جديدة

الرحلة تحمل أجندة حساسة تمتد إلى لبنان، في محاولة لملء الفراغ الذي خلّفه البابا فرانسيس الذي حالت ظروفه الصحية دون زيارة بيروت سابقًا. ويرى محللون، مثل ماسيمو فاجيولي، أن هذه الجولة الخارجية تشكّل الفرصة الأولى أمام البابا الأمريكي لعرض رؤيته الجيوسياسية بوضوح.