البابا ليو يبدأ أولى زياراته الخارجية برسالة سلام ووحدة من تركيا إلى لبنان


الجريدة العقارية الخميس 27 نوفمبر 2025 | 10:20 صباحاً
البابا ليو يبدأ أولى زياراته الخارجية برسالة سلام ووحدة من تركيا إلى لبنان
البابا ليو يبدأ أولى زياراته الخارجية برسالة سلام ووحدة من تركيا إلى لبنان
وكالات

في تحرك يعد الأول من نوعه منذ تنصيبه، غادر بابا الفاتيكان ليو صباح الخميس العاصمة الإيطالية روما متجهاً إلى تركيا، في بداية جولة خارجية تستمر ثلاثة أيام، تليها زيارة رسمية إلى لبنان. وتكتسب هذه الرحلة أهمية خاصة كونها الأولى للبابا الجديد خارج إيطاليا، إلى جانب كونها مناسبة للكشف عن ملامح رؤيته السياسية والدينية في الشرق الأوسط.

زيارة تحمل رسائل جيوسياسية ودينية

اختار البابا ليو تركيا ذات الأغلبية المسلمة لتكون محطته الخارجية الأولى، تزامناً مع إحياء الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية الأول، الذي صيغ خلاله قانون الإيمان المستخدم حتى اليوم لدى معظم الطوائف المسيحية. وتتابع الأوساط الدولية هذه الزيارة عن كثب، خاصة أنها ستشهد أول عظات للبابا خارج الفاتيكان.

الأكاديمي الإيطالي المتخصص في شؤون الفاتيكان ماسيمو فاجولي أكد في تصريحاته أن «الرحلة ستكون مفصلية لأنها تمثل فرصة لمعرفة توجهات البابا ليو الجيوسياسية»، نظراً لغياب وضوح حول مواقفه الدولية منذ انتخابه في مايو الماضي خلفاً للبابا الراحل فرنسيس.

أنقرة.. أولى المحطات ومباحثات مع القيادة التركية

هبطت طائرة البابا ليو البالغ من العمر 70 عاماً في أنقرة حوالي الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث كان في استقباله وفد رسمي قبل لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يلقي خطاباً أمام القادة السياسيين الأتراك، موجهاً رسائل حول السلام والحوار بين الأديان.

إسطنبول ولقاء البطريرك برثلماوس

يتوجه البابا مساء الخميس إلى إسطنبول للقاء البطريرك المسكوني برثلماوس، الزعيم الروحي لنحو 260 مليوناً من المسيحيين الأرثوذكس حول العالم. ويحمل اللقاء أهمية رمزية كبيرة في ظل الجهود المستمرة منذ عقود لتقريب الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية بعد الانشقاق الكبير عام 1054.

زيارة تاريخية إلى إزنيق.. مهد قانون الإيمان

غداً الجمعة، سيزور البابا ليو والبطريرك برثلماوس مدينة إزنيق (نيقية سابقاً)، على بعد 140 كيلومتراً جنوب شرقي إسطنبول، حيث وُضع قانون إيمان نيقية. ومن المتوقع أن يلقي البابا خطاباً باللغة الإنجليزية، في خطوة غير مألوفة مقارنة بالعادة التي يتحدث فيها الباباوات بالإيطالية خلال الرحلات الخارجية.

محور السلام في زيارة لبنان

تنطلق زيارة البابا ليو إلى لبنان يوم الأحد المقبل، في ظل توترات إقليمية متصاعدة. ويضم لبنان أعلى نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط، كما يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري وفلسطيني، إلى جانب أزمة اقتصادية خانقة.

الزيارة تأتي بعد أيام من مقتل القيادي العسكري في حزب الله هيثم علي الطبطبائي في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة العام الماضي.

المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أكد اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن البابا خلال زيارته للبنان، مع الامتناع عن كشف تفاصيل ترتيبات الحماية.

آمال لبنانية بجذب دعم دولي

يعقد القادة اللبنانيون آمالاً كبيرة على زيارة البابا، آملين أن تسلط الضوء دولياً على الأزمات المتشابكة التي تواجه البلاد، وأن تمنحها زخماً دولياً جديداً في ظل الركود السياسي والاقتصادي المستمر منذ سنوات.