أكد الدكتور علي سعيد سالم البلوشي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية والدراسات البيئية من مسقط، أن ثوران بركان "هايلي جوبي" على الهضبة الإثيوبية كان متوقعًا نتيجة النشاط التكتوني في المنطقة.
وقال خلال لقاء مع قناة BBC News عربي: "هناك عدة حوادث حدثت خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ومع أن هذا البركان لم يثر لعشرات آلاف السنوات الماضية، إلا أن النشاط الزلزالي والنشاط البركاني في الهضبة واضح، ما يجعل حدوث الانفجار متوقعًا".
وأوضح البلوشي أن السبب الرئيسي يعود إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث تتحرك صفيحة الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي والصفيحة الإفريقية باتجاه الجنوب الغربي، ما يؤدي إلى اتساع البحر الأحمر المستمر وتحريك الصفائح التكتونية، ويترتب عليه تآكل اللوح المحيطي والضغط على منطقة الصهير، وهو ما يولد الانفجار البركاني، مؤكداً أن المنطقة تُعتبر نطاقًا بركانيًا نشطًا.
وعن إمكانية تحديد موعد محدد للثوران، قال البلوشي: "لا يمكن لأحد أن يتوقع متى يحدث الانفجار بالضبط، لكن هناك مؤشرات واضحة، مثل خروج الأدخنة، تصاعد الغازات، تطاير الغبار، ووقوع هزات أرضية متكررة حول المنطقة، وهي تدل على اندفاع الصهير إلى الأعلى وحدوث عملية تباعد بين الألواح التكتونية"، لافتا أن النشاط الزلزالي يعتبر أهم هذه المؤشرات إلى جانب الأدخنة المنبعثة من الفوهات البركانية الخامدة بين فترة وأخرى.
وحول الأضرار المحتملة للإنسان والبيئة، أوضح البلوشي أن حركة الهواء تلعب دورًا مهمًا، سواء كانت أفقية في الطبقات العليا أو رأسية بالقرب من موقع البركان، حيث تكون منطقة المصدر الأكثر تأثرًا بالغازات المنبعثة، قائلا: "ارتفاع السحابة البركانية يصل إلى 14 أو 15 كيلومترًا، ما يعني تجاوز طبقة التروبوسفير ودخول طبقة الستراتوسفير حيث توجد طبقة الأوزون، ما قد يؤدي إلى تآكلها وتسريع تأثيراتها".
وأشار إلى أن الرماد والغازات البركانية قد تحجب أشعة الشمس مؤقتًا، ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في المناطق المتأثرة، وقد تتسبب التفاعلات مع الكتل الهوائية الدافئة في حدوث أمطار حمضية، كما أن ارتفاع الرطوبة قد يؤدي إلى تكوّن ضباب دخاني ("Smog")، وأكد أن التأثير الأكبر يكون على الإنسان، مشددًا على المخاطر الصحية المتعلقة بالتنفس.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض