أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن قمة العشرين الأخيرة شهدت تغيرات كبرى أبرزها غياب الولايات المتحدة، رغم أن هذا ليس الغياب الأول لها عن اجتماعات دولية مهمة، مشيراً إلى أنها تغيبت سابقاً عن قمة تمويل التنمية في إشبيلية، والتي تعقد تحت راية الأمم المتحدة كل عشر سنوات، وكذلك غابت عن قمة المناخ الأخيرة في البرازيل.
وأوضح محيي الدين خلال مداخلة مع العربية بيزنيس، أن العالم يواصل المضي قدماً حتى في ظل غياب واحدة من أهم الدول التي شكلت النظام الاقتصادي العالمي، وأشار إلى أن مجموعة العشرين بدأت على المستوى الوزاري بعد أزمة جنوب شرق آسيا، قبل أن تتحول إلى قمة سنوية منذ 2008 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وشهدت تحسناً في الأداء والتعاون الدولي خصوصاً في ملفات التمويل.
وأضاف أن المشكلة الحالية تتمثل في تكرار غياب الولايات المتحدة عن المنظومة متعددة الأطراف، لافتاً إلى أنه مع انتقال رئاسة القمة العام المقبل من جوهانسبرغ إلى ميامي بولاية فلوريدا، ظهر خلل شكلي في تسليم الرئاسة لغياب مسؤول أميركي رفيع المستوى. كما أن الولايات المتحدة، بحسب محيي الدين، غير راضية عن النص الصادر من جنوب أفريقيا لأنها لم تشارك أصلاً في المفاوضات.
وعن مضمون البيان الختامي، أوضح محيي الدين أن التركيز على التغير المناخي و الديون الثقيلة على الدول الفقيرة – خصوصاً في أفريقيا – و زيادة الطاقات المتجددة، إلى جانب إدراج المعادن الحرجة لأول مرة في تاريخ المجموعة، يمثل مكاسب مهمة للدول النامية.
وأضاف أن هذه المواد الخام تدخل في الصناعات كافة، بما فيها الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والمتجددة، مشيراً إلى أن التأكيد على موضوعات التفاوت داخل البلدان وبينها يُعد من المكاسب الأفريقية البارزة التي ظهرت أيضاً في القمة الموازية التي حضرها عدد كبير من الدول الأفريقية والعربية.
وأوضح محيي الدين أن مجموعة العشرين في الأساس مجموعة غير رسمية، وأن ما يصدر عن القادة الحاضرين – سواء كانوا أعضاء في المجموعة أو مشاركين بصفة ضيوف – يُعامل بنفس الأهمية.
لكنه شدد على أن الأهم من النصوص هو التنفيذ، معرباً عن اعتقاده أن مجموعة العشرين لن تنفذ هذه الالتزامات العام المقبل، ما يجعل الحلول الوطنية والإقليمية هي المسار الأكثر واقعية، عبر تعزيز التعاون الداخلي والتعاون بين الدول الإقليمية.
وعن تقييمه لقمة جوهانسبرغ، قال محيي الدين إنها تمثل "انتصاراً للمقولة التي أؤكدها: نحن في وضع أفضل من المتوقع، ولكن أسوأ من المأمول"، مشدداً على أن التعويل لا يجب أن يكون على الهبات والمساعدات الدولية، بل على القدرات الوطنية والإقليمية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض