رسالة صارمة من صندوق النقد الدولي في قمة العشرين بشأن الاقتصاد العالمي

أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، خلال قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، أن الاقتصاد العالمي يسير في مسار "أفضل مما كنا نخشى، لكنه أسوأ مما نحتاج إليه".

صمود أمام صدمات متتالية

أوضحت جورجيفا أن الاقتصاد العالمي تمكن من الصمود في مواجهة صدمات متعددة خلال السنوات الأخيرة، من بينها التوترات التجارية، وارتفاع مستويات عدم اليقين، والتقلبات التي ضربت سلاسل الإمداد العالمية، ورغم هذا الصمود، شددت على أن هذه القدرة لا تعني أن المخاطر تلاشت، بل تؤكد أن البيئة الاقتصادية لا تزال هشة.

نمو أقل من مستويات ما قبل الجائحة

وأشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أن النمو الاقتصادي العالمي لا يزال منخفضًا بشكل يثير القلق، مؤكدة أن معدلات النمو الحالية تأتي أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا، وهو ما يعكس استمرار آثار الاضطرابات الصحية والاقتصادية التي شهدها العالم خلال الأعوام الماضية.

ديون قياسية تخنق الاقتصادات الأضعف

وفي تحذير مباشر، لفتت جورجيفا إلى أن الديون السيادية ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، ما يشكّل عبئًا خانقًا على العديد من الدول، خصوصًا الاقتصادات الأكثر فقراً، وأوضحت أن هذه المستويات الاستثنائية من الديون تهدد قدرات الدول على تمويل احتياجاتها الأساسية، وتحد من فرصها في تحقيق النمو.

عالم أكثر اضطرابًا: مخاطر جيوسياسية ومناخية وتكنولوجية

وأضافت جورجيفا أن العالم يواجه موجة متصاعدة من عدم اليقين نتيجة التوترات الجيوسياسية، وتغير المناخ، إلى جانب التحولات التكنولوجية والديموغرافية، وهو ما يزيد من صعوبة رسم مسارات آمنة للاقتصاد العالمي على المدى المتوسط والطويل.

الذكاء الاصطناعي.. فرصة لنمو جديد

وأشارت إلى أن التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يشكل نقطة تحول اقتصادية مهمة، وأكدت أن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على إضافة ما يقارب 1% من النمو الاقتصادي العالمي، معتبرة هذا الرقم "لافتًا" في ظل تباطؤ الإنتاجية.