حذّرت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، من أن أي خفض إضافي في أسعار الفائدة حالياً قد يعرّض الاقتصاد الأمريكي لمخاطر واسعة، في ظل استمرار التضخم فوق هدف الفيدرالي البالغ 2%.
وقالت هاماك، في خطاب من المقرر إلقاؤه خلال مؤتمر للبنك المركزي، إن تخفيف السياسة النقدية في الوقت الراهن قد يطيل أمد التضخم المرتفع، إضافةً إلى إمكانية تشجيع المستثمرين على سلوك أكثر خطورة داخل الأسواق المالية.
خفض الفائدة قد يزيد الإقراض المحفوف بالمخاطر
وأوضحت هاماك أن المكاسب الكبيرة في أسواق الأسهم وتسهيل شروط الائتمان أدت إلى ظروف مالية أكثر مرونة مما يجب، معتبرةً أن إجراء خفض جديد في الفائدة سيجعل الائتمان أرخص من اللازم، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام زيادة الإقراض عالي المخاطر.
وأضافت أن الفترة الماضية شهدت بالفعل اتساعاً في شهية المخاطرة، وبالتالي فإن خفض الفائدة لن يكون في محله، خاصةً مع تراجع فعالية السياسة النقدية في معالجة ضغوط الأسعار.
موقف معارض منذ أكتوبر… وتحذيرات من تشويه التسعير في الأسواق
وكشفت هاماك أنها عارضت خفض الفائدة في أكتوبر الماضي، مشيرةً إلى أن خفض تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل قد يؤدي إلى تشويه أسعار الأصول، وبالتالي جعل أي ركود اقتصادي محتمل أكثر قسوة من المتوقع.
وقالت: "على الرغم من النظر إلى خفض الفائدة كنوع من التأمين لحماية سوق العمل، فإن هذا التأمين قد يخلق مخاطر أكبر على الاستقرار المالي."
خلاف داخل الفيدرالي
يُذكر أن هاماك، التي لا تمتلك حق التصويت في لجنة السوق المفتوحة خلال 2024، كانت قد عارضت قرار الفيدرالي بخفض نطاق الفائدة ربع نقطة مئوية ليصل بين 3.75% و4%، وهو خفض جاء بهدف دعم سوق العمل الضعيفة وفق تبرير البنك المركزي.
وأكدت هاماك مراراً أن قدرة السياسة النقدية على كبح التضخم أصبحت محدودة، وأن عودة الأسعار إلى الهدف تحتاج إلى وقت وضبط أكثر صرامة.
اجتماع الفيدرالي المقبل
وأظهرت محاضر الاجتماع الأخير أن صانعي السياسة داخل الفيدرالي يواجهون بيئة معقدة، خاصة بعد الإغلاق الحكومي الذي حرمهم من بيانات اقتصادية أساسية.
كما أبدى عدد من مسؤولي الاحتياطي الإقليميين معارضة لخفض الفائدة مرة أخرى، في حين تتوقع الأسواق أن يحافظ البنك المركزي على مستوى الفائدة الحالي دون تغيير في اجتماع لجنة السوق المفتوحة المقبل.
تحذيرات إضافية بشأن الاستقرار المالي… والائتمان الخاص تحت المجهر
ورغم تأكيدها أن النظام المالي الأمريكي لا يزال متيناً، بفضل قوة البنوك واستقرار ميزانيات الأسر، إلا أن هاماك حذرت من ارتفاع مستويات الاستدانة في صناديق التحوط وشركات التأمين.
وشددت على أهمية مراقبة أسواق الائتمان الخاص والعملات المستقرة، مؤكدة أن مخاطر هذه القطاعات لم تحظَ بالاهتمام الكافي في نقاشات الفدرالي، مقارنة بالتركيز المستمر على سوق العمل والتضخم.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض