انهيار تاريخي في سوق العملات المشفرة.. وبيتكوين تهبط لأدنى مستوى في 7 شهور وخسائر تتجاوز تريليون دولار

دخلت موجة الهبوط الحادة التي تضرب سوق العملات المشفرة مرحلة أكثر تعقيداً، بعدما تراجعت بيتكوين، العملة الأكبر في السوق، إلى أدنى مستوى لها منذ سبعة شهور، في تطور وصفه محللون بأنه «امتداد لانهيار تتجاوز خسائره التريليون دولار في الأصول الرقمية».

تراجع يربك المستثمرين

هبطت بيتكوين إلى 88,522 دولاراً أمس الأربعاء، ما تسبب في صدمة بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء. فبينما تكبد صغار المستثمرين خسائر نتيجة الشراء عند مستويات مرتفعة، بدأت شركات إدارة الأصول الرقمية تشهد تلاشي أقساط أسهمها، في مؤشر على ضعف الطلب وارتفاع الضغوط البيعية.

ورغم التراجع الكبير، استعادت العملات المشفرة بعض الزخم عقب إعلان شركة إنفيديا عن توقعات قوية للإيرادات، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقفزت بيتكوين صباح الخميس بنسبة 2.5% لتسجل 92,395 دولاراً.

مستويات حرجة تهدد المسار

يراقب المستثمرون حالياً عدداً من المستويات النفسية المهمة، أبرزها 85 ألف دولار ثم 80 ألف دولار، إضافة إلى أدنى مستوى سجّلته العملة منذ بداية عام 2025 عند 74,425 دولاراً خلال اضطرابات الرسوم الجمركية في إبريل.

وعلى صعيد القيمة السوقية، تراجعت رسملة سوق العملات المشفرة من ذروتها البالغة 4.3 تريليون دولار في السادس من أكتوبر إلى نحو 3.2 تريليون دولار في الوقت الحالي، مع تأكيد محللين أن جزءاً كبيراً من هذا الهبوط يمثل «خسائر ورقية» وليست تدفقات مالية خارجة بالفعل.

عمليات تصفية تكشف هشاشة السوق

شهد يوم 10 أكتوبر واحدة من أكثر جلسات التداول تقلباً، بعدما تمت تصفية أكثر من 19 مليار دولار من مراكز الرافعة المالية، ما أسفر عن سلسلة من نداءات الهامش وتخارجات واسعة من البورصات، وتراجع حاد في اهتمام المستثمرين الجدد.

وقال جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في "كوين شيرز"، إن السوق «يفتقر تماماً للاتجاه»، موضحاً أن المستثمرين «يراقبون تحركات الحيتان على السلسلة بقلق شديد».

توقف محركات الصعود وصدمة للمؤسسات

كان صعود بيتكوين إلى ما يزيد عن 126,000 دولار في وقت سابق من العام، يعتمد على توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب توسع المؤسسات في تبني العملات الرقمية. لكن توقف هذين المحركين، مع تراجع مشتري الزخم، وجه ضربة قوية للشركات المرتبطة بالأصول الرقمية، خصوصاً تلك التي بنت تقييماتها على موجة الارتفاع السابقة.

إيثريوم تحت الضغط

تعرضت عملة إيثريوم بدورها لضغوط قوية، مع هبوطها دون 3,000 دولار، بعدما كانت قد ارتفعت في أغسطس إلى ما يقرب من 5,000 دولار، متجاوزة لفترة قصيرة أعلى مستوى سجلته عام 2021. إلا أنها فقدت معظم مكاسبها خلال الأسابيع التالية نتيجة موجة البيع الواسعة.

هل اقتربت نهاية الهبوط؟

يرى ماثيو هوجان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "بيتوايز"، أن الأسواق «ربما تكون أقرب إلى نهاية موجة البيع»، لكنه أكد في الوقت نفسه أن حالة عدم الارتياح لا تزال تسيطر على المستثمرين، ما يشير إلى إمكانية استمرار التراجع قبل الوصول إلى أرضية صلبة للارتداد.