مدينة المعرفة الاقتصادية تخطط لاستثمار 7.7 مليار دولار .. طفرة فندقية وسكنية تماشيًا مع رؤية 2030

تعتزم شركة "مدينة المعرفة الاقتصادية" ضخ استثمارات ضخمة بقيمة 29 مليار ريال سعودي (ما يعادل 7.73 مليار دولار أمريكي تقريباً) في مشاريع تطوير جديدة تقع ضمن نطاق المدينة المنورة، وذلك على مدى السنوات الخمس المقبلة.

يُعد هذا التحرك الاستراتيجي استجابة مباشرة للطلب المتنامي على القطاعات العقارية الرئيسية في المدينة المقدسة.

تطورات السوق وتوقعات الإشغال:

أكد الأستاذ أمين شاكر، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن هذه الاستثمارات تأتي مدفوعة بالطلب القوي على المشروعات الفندقية، السكنية، والتجارية.

وأشار إلى أن المدينة المنورة تسجل أعلى نسب إشغال وأسعار غرف فندقية على مستوى المنطقة للعامين الماضيين.

وتخطط الشركة، المدرجة في السوق المالية السعودية، لتوفير أكثر من 11 ألف غرفة فندقية جديدة "قريباً"، واصفة هذا التوسع بأنه "أحد أكبر خطط التوسع الفندقي على مستوى المنطقة"، مما يعزز مكانة المدينة المنورة كمركز عالمي للسياحة والضيافة.

دعم الرؤية الوطنية وفجوة السوق:

تستهدف هذه المشاريع الجديدة المساهمة الفعالة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تسعى لرفع عدد الحجاج والمعتمرين والزوار إلى 30 مليوناً سنوياً بحلول عام 2030.

كما تُسلط البيانات الضوء على وجود فجوة متزايدة بين العرض والطلب العقاري في المدينة المنورة، حيث يُتوقع أن تصل هذه الفجوة إلى نحو 70 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2026، بينما قد يرتفع الطلب على الوحدات السكنية الجديدة إلى نحو 150 ألف وحدة بحلول عام 2030.

أبرز ملامح الخطة التوسعية (مشاريع رائدة):

تتضمن خطة الاستثمار والتوسع طيفاً من المشاريع الكبرى، ومن أبرزها:

مشروع جادة العالم الإسلامي (IWD): يُعد مشروعاً ضخماً، حيث تبلغ تكلفة مرحلته الأولى 6.56 مليار ريال، وتتضمن 5141 غرفة فندقية، ومن المتوقع أن يوفر نحو 20 ألف غرفة فندقية عند اكتماله.

مجمع العلياء المتكامل: يجمع بين الوجهة السكنية والفندقية، ويشمل فندق وشقق "حياة سنتريك" و"حياة هاوس"، بتكلفة إجمالية 3.35 مليار ريال.

مشروع ملتقى المدينة: يضم فندق هيلتون خمس نجوم ووحدات سكنية فندقية، بتكلفة 2.4 مليار ريال، إلى جانب "ملتقى الضيافة" بتكلفة 1.9 مليار ريال.

مشاريع أخرى مؤثرة: تشمل خطة التوسع مشاريع رئيسية مثل "بوابة المدينة"، و"حدائق المعرفة"، و"أُحد فيستا"، و"تالا هايتس"، و"المدينة فيو"، و"ضحى المدينة"، بتكلفة إجمالية تزيد عن 8.7 مليار ريال، وتركز بشكل أساسي على قطاع الفندقة والضيافة لتلبية احتياجات الزوار والمعتمرين.

دعم مالي وبيئة استثمارية محفزة:

تحظى هذه الخطة بدعم واسع من البنوك المحلية، مع وجود اهتمام متزايد من المستثمرين على المستويين المحلي والدولي.

ويُشار إلى أن هيئة السوق المالية السعودية سمحت في يناير 2025 للأجانب بالاستثمار في الشركات المدرجة التي تمتلك عقارات ضمن حدود مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي خطوة تهدف لتعزيز جاذبية السوق وتوفير السيولة اللازمة لدعم المشاريع التنموية.

تُعد هذه الاستثمارات دليلاً على الثقة في قوة السوق العقاري والسياحي في المدينة المنورة، وتأكيداً على الدور المحوري لشركة "مدينة المعرفة الاقتصادية" في تحقيق أهداف الرؤية الطموحة للمملكة.