مع تراجع البنوك التقليدية عن الإقراض السريع بسبب الحذر ومخاطر السوق، بدأ الأثرياء في المملكة المتحدة في البحث عن حلول تمويل بديلة، حيث يلجأون بشكل متزايد إلى الحصول على قروض ضخمة تصل إلى 50 مليون جنيه إسترليني، غالبًا من داخل دوائرهم الاجتماعية.
وفقًا لتقارير صحيفة فايننشال تايمز، تُمنح هذه القروض بسرعة مقارنة بالقروض البنكية التقليدية، وغالبًا ما تكون مدعومة بضمانات قوية تشمل العقارات، الأسهم، القطع الفنية، واليخوت الفاخرة.
قروض قصيرة الأجل بشروط خاصة
تقدم بعض شركات الاستثمار البريطانية مثل Cohort Capital قروضًا قصيرة الأجل بمتوسط 15 مليون جنيه إسترليني، مشروطة بضمانات عقارية وفوائد تصل إلى نحو 12٪.
ويرى المسؤولون الماليون أن منح هذه القروض يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية والمعارف داخل الدوائر الثرية، وليس دائمًا على الإجراءات الرسمية الصارمة مثل نظام "اعرف عميلك" (KYC) الذي تعتمد عليه البنوك.
وقال آدام روس، رئيس إدارة الثروات والإقراض التجاري في دويتشه بنك: "عندما نقدم قرضًا، سواء كنا بنكًا أو فردًا، يبدأ التقييم بهوية العميل – هذا هو أول ما تُقيّمه."
لماذا تتراجع البنوك التقليدية عن الإقراض؟
تواجه البنوك تحديات كبيرة في السوق البريطاني، منها:
انخفاض جاذبية العقارات الفاخرة في لندن، أو ما يعرف بعقارات “البرِيم”.
ارتفاع أسعار الفائدة والضرائب المتعددة.
مغادرة بعض الأثرياء البلاد، ما يقلل من فرص الاستفادة من العقارات المتميزة كضمانات.
هذه الظروف فتحت المجال أمام مكاتب العائلات (Family Offices) لتقديم قروض خاصة لسد فجوات التمويل التي تركتها البنوك التقليدية.
العقارات والضمانات الأكثر أمانًا
تُعتبر العقارات الضمان الأكثر قبولًا نظرًا لسهولة تسجيل الرهن العقاري وسرعة استرجاع الأموال عند الحاجة. بينما تعتبر أصول مثل اليخوت والفنون أكثر خطورة، ما يؤدي إلى فرض فوائد أعلى على القروض المدعومة بها.
الأثرياء يواجهون محدودية السيولة رغم الثروة
على الرغم من الثروات الضخمة، غالبًا ما يواجه الأثرياء البريطانيون محدودية في السيولة النقدية، ما يجعلهم يعتمدون بشكل مستمر على الاقتراض لتمويل مشاريعهم أو إعادة تمويل استثماراتهم.
وفقًا للتقارير المالية، "الحيلة أن تكون مليارديرًا أن تمتلك صفر سيولة – الاقتراض مطلوب باستمرار."
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض