فقاعة الذكاء الاصطناعي وديون مراكز البيانات في أمريكا.. هل يواجه المستثمرون أزمة وشيكة؟

تجذب ثورة الذكاء الاصطناعي مليارات الدولارات من الاستثمارات العالمية، لتصبح مراكز البيانات في قلب هذه الطفرة، حتى وصفها البعض بـ"النفط الجديد" للعالم الرقمي، ومع ذلك، يثير أسلوب التمويل القائم على الديون مخاوف اقتصاديين ومحللين ماليين، إذ يعتمد القطاع بشكل كبير على الاقتراض لتحقيق نمو سريع، بينما لا تزال الأرباح بعيدة عن التحقق الفوري.

تصاعد التحذيرات من فقاعة مالية

أصدرت الأسواق مؤخراً إشارات تحذيرية حول احتمالية وجود فقاعة مالية في شركات الذكاء الاصطناعي، لا سيما مع النمو الهائل لإصدارات الديون المرتبطة بمراكز البيانات. وتشير بيانات شركة جونز لانج سال للاستثمار إلى أن إصدار الديون المضمونة في الولايات المتحدة المرتبطة بمراكز البيانات قد يصل إلى 25.4 مليار دولار في 2025، ما يمثل قفزة بنسبة 112% مقارنة بـ12 مليار دولار عام 2024. ومنذ 2022، سجلت إصدارات ديون مراكز البيانات ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 1854%.

الاعتماد على الديون يضاعف المخاطر

تظهر بيانات بنك أوف أمريكا أن هناك نحو 49 مليار دولار من الأوراق المالية المدعومة بأصول مراكز البيانات والأوراق المدعومة بالرهن العقاري التجاري، وهو ما يعكس الاعتماد المفرط على الاقتراض في هذا القطاع، يشير الخبراء إلى أن استمرار هذا النمو السريع يحتاج إلى قدرة الشركات على تحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير لتفادي التخلف عن سداد الديون، وإلا فإن المخاطر المالية ستتصاعد بشكل كبير.

دروس التاريخ: فخاخ الإنفاق الرأسمالي

يستحضر محللون التجارب السابقة لدوائر الإنفاق الرأسمالي الضخمة في قطاعات مثل السكك الحديدية والألياف الضوئية، حيث أسفرت الحمى الاستثمارية عن خسائر جسيمة لمعظم الشركات، ونجا عدد قليل فقط من السوق. إن ضخامة الاستثمارات وحدها لا تكفي، فبدون تحقيق إيرادات حقيقية، فإن غالبية اللاعبين في السوق معرضون للإفلاس، بينما تستفيد القلة القادرة على التحول إلى نموذج ربحي مستدام.