تشهد الولايات المتحدة أزمة حكومية غير مسبوقة مع اقتراب الإغلاق الفيدرالي من تحطيم الرقم القياسي لأطول فترة تعطيل في تاريخ البلاد، وسط تزايد الغموض بشأن حقوق آلاف الموظفين الفيدراليين الذين تم فصلهم مؤقتاً خلال الأزمة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن وكالات حكومية أمريكية أرسلت رسائل إلى موظفيها تؤكد فيها أن من استمر في العمل أثناء الإغلاق هم فقط من سيحصلون على رواتبهم عند إعادة فتح الحكومة، في حين لم تتطرق هذه الإشعارات إلى الموظفين المفصولين مؤقتاً، رغم أن قانوناً صدر عام 2019 يضمن لهم التعويض الكامل بعد انتهاء فترة الإغلاق.
تجاهل القانون يثير مخاوف داخل الأوساط الفيدرالية
الإشعارات الحكومية، التي تعود إلى إدارة الرئيس دونالد ترمب، كشفت أن المدفوعات ستقتصر على العاملين الفعليين خلال الإغلاق، وهو ما أثار موجة من القلق والجدل القانوني، إذ ينص القانون الصادر عن الكونجرس بوضوح على حق جميع الموظفين الفيدراليين – بمن فيهم المفصولون مؤقتاً – في الحصول على رواتبهم المتأخرة بعد استئناف العمل الحكومي.
ويبدو أن هذا الموقف يعيد إلى الواجهة الخلافات القديمة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بشأن إدارة الأزمات المالية الفيدرالية، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر السياسي داخل الكونجرس.
الإغلاق يقترب من رقم قياسي جديد
بحسب مجلة بوليتيكو، فإن الكونجرس الأمريكي يقترب من تحطيم الرقم القياسي لأطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، إذ من المتوقع أن يبلغ الإغلاق يومه الخامس والثلاثين مساء الثلاثاء، متجاوزاً الإغلاق الجزئي الذي شهده مطلع عام 2019 في عهد ترمب أيضاً.
وقد ظهرت خلال الأيام الماضية مؤشرات داخل مبنى الكابيتول على احتمال إيجاد "مخرج" للأزمة، بعدما تحدث أعضاء بارزون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ عن رغبتهم في إنهاء الإغلاق وإعادة التمويل الحكومي.
برامج فيدرالية متوقفة ومعاناة آلاف الموظفين
تسببت المواجهة السياسية بين الكونجرس والرئيس دونالد ترمب في تعطيل عدد كبير من البرامج الفيدرالية الحيوية، بما في ذلك تلك المخصصة لدعم الأسر ذات الدخل المنخفض، إضافة إلى تأخر رواتب العسكريين وتعطيل جزئي لحركة المطارات والخدمات اللوجستية.
ووفق التقديرات الرسمية، عطّل الإغلاق نحو 1.7 تريليون دولار من الأموال المعتمدة سنوياً من الكونجرس، أي ما يقارب ثلث الإنفاق الفيدرالي الأمريكي.
تفاؤل حذر في أروقة الكونجرس
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، وهو من أبرز الجمهوريين، إنه "متفائل" بشأن إمكانية إنهاء الإغلاق الحكومي الذي جعل آلاف الموظفين الفيدراليين يعملون بلا رواتب، مؤكداً أن المفاوضات ما زالت مستمرة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
ورغم محدودية هذا التصريح، فإنه يعكس تغيراً في نبرة الحوار داخل الكونجرس، إذ يسعى الديمقراطيون إلى ربط تمرير التمويل الحكومي بتمديد برامج التأمين الصحي التي توشك على الانتهاء.
خطة وسطية من الحزبين لإنهاء الأزمة
في موازاة ذلك، كشف موقع أكسيوس أن مجموعة من أعضاء مجلس النواب من الحزبين – ثلاثة جمهوريين وديمقراطي واحد – طرحت خطة وسطية تقضي بتمديد الائتمان الضريبي الموسع لقانون الرعاية الميسرة لمدة عامين، مع وضع حدود قصوى جديدة لمستويات الدخل ضمن الفئات المؤهلة، في محاولة لإيجاد تسوية تنهي الإغلاق دون خسائر سياسية كبيرة لأي من الطرفين.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض