تراجع أسواق الأسهم الأمريكية وسط هبوط أسهم الذكاء الاصطناعي


الجريدة العقارية الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 | 07:14 مساءً
تراجع أسواق الأسهم الأمريكية وسط هبوط أسهم الذكاء الاصطناعي
تراجع أسواق الأسهم الأمريكية وسط هبوط أسهم الذكاء الاصطناعي
وكالات

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تراجعاً واضحاً يوم الثلاثاء، مع انخفاض واسع لأسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بعد موجة ارتفاعات كبيرة في الأشهر الماضية. جاء هبوط السوق وسط تخوفات المستثمرين من أن التقييمات القياسية لعدد من الأسهم القيادية قد تكون مبالغاً فيها، وهو ما دفع بعض مديري الصناديق إلى التحذير من إمكانية تصحيح كبير في الأداء خلال العامين المقبلين.

داو وإس آند بي وناسداك تتراجع

سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً بنسبة 0.9% ليغلق عند 47080.59 نقطة، بينما تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.2% إلى 6791.87 نقطة. وخسر ناسداك المركب نحو 1.20% ليغلق عند 23550.957 نقطة. تعكس هذه التحركات تصحيحاً أعقب تركيزاً كبيراً للرأسمال على شركات تكنولوجيا مختارة خلال الفترة الماضية.

بالانتير في قلب العاصفة.. نتائج جيدة وأرباح مقدَّرة تثير الشكوك

على الرغم من إعلان شركة بالانتير عن نتائج فصلية أفضل من توقعات وول ستريت، تراجعت أسهمها بنسبة 6.8%. أعلنت الشركة عن توقعات إيرادات فصلية تبلغ 1.33 مليار دولار مقابل توقعات بنحو 1.19 مليار دولار، وسجلت إيرادات الربع السابق نمواً بنسبة 63%. ورغم ذلك، علّق محللو بنك دويتشه بأن النتائج «جيدة» لكن السوق شعرت بخيبة أمل نتيجة ضعف الرؤية المستقبلية لعام 2026. أضافت الضغوط تصاعد مخاوف بشأن التقييمات؛ إذ تتداول أسهم بالانتير عند مستويات قياسية من ناحية السعر إلى الأرباح المستقبلية، مع نسب P/E عالية جداً وصلت إلى مستويات مئات الأضعاف قبل جلسة الثلاثاء.

تراجعات لعدد من عمالقة التكنولوجيا بعد موجة ارتفاعات

سجلت أسهم أوراكل هبوطاً بنحو 3% بعد صعودها بنحو 50% خلال العام الحالي، كما خسرت AMD أكثر من 4% بعد أن ضاعفت قيمتها خلال 2025. وشهدت أسهم إنفيديا وأمازون أيضاً تراجعات، في ظل ارتفاع متوسط نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر S&P 500 فوق 23، وهو أعلى مستوى مسجّل منذ العام 2000، ما يعزز المخاوف من تشكّل فقاعة تقييمية في قطاعات محددة.

تحذيرات مديري الصناديق

تفاقمت حالة القلق عقب تصريحات لمسؤولين تنفيذيين في بنوك استثمار كبرى، حيث أشار مدراء تنفيذيون في جولدمان ساكس ومورغان ستانلي إلى إمكانية انخفاض الأسواق بنسبة 10% إلى 20% خلال 12 إلى 24 شهراً المقبلة، مع تأكيدهم أن ذلك لا يرتبط بالضرورة بأزمة اقتصادية مفاجئة. يُظهِر هذا الموقف تخوّفاً من تصحيح يتجاوز الخسائر الجزئية ليشمل توجهات أوسع في توزيع رؤوس الأموال.

أداء يومي متفاوت وإخفاء مخاطر في تركّز الأرباح

جاء تراجع الثلاثاء بعد جلسة متباينة يوم الاثنين، حيث صعد كل من إس آند بي 500 وناسداك بينما هبط داو بأكثر من 200 نقطة. وأشار محللون إلى أن التركيز الشديد على عدد قليل من الشركات العملاقة يخفي مخاطر حقيقية؛ إذ يُشوّه توزيع المكاسب بين الأسهم ويزيد حساسية السوق أمام أي تحول في توقعات النمو والتقييم.

الأسواق الأوروبية تتراجع أيضاً

لاحقاً في الأسواق العالمية، سجلت البورصات الأوروبية تراجعات مع تلاشي زخم التفاؤل الذي ميز بداية الشهر الجديد. هبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.73% مع تراجع معظم القطاعات، بينما خسر فوتسي 100 البريطاني 0.37%، وتراجع داكس الألماني 1.19%، وكاك 40 الفرنسي 0.95%، كما هبط فوتسي إم آيبي الإيطالي 0.59%.

سوق السندات والعملات

في سوق السندات، انخفض عائد السندات الحكومية البريطانية لأجل عشر سنوات بأكثر من نقطتين أساس ليصل إلى 4.413%، وذلك بعد تصريحات وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز التي ألمحت إلى استعداد الحكومة لاتخاذ «خيارات صعبة» قبل الميزانية المقررة في 26 نوفمبر. وعلى صعيد العملات، هبط الجنيه الإسترليني 0.6% مقابل الدولار ليصل إلى مستوى يقارب 1.31 دولار.

صفقات وربحية تفوق التوقعات

على مستوى الشركات، أعلن مشغّل الطاقة المتجددة الدنماركي Orsted عن بيع 50% من حصته في مشروع مزرعة الرياح البحرية Hornsea 3 في المملكة المتحدة إلى Apollo Global Management مقابل 6 مليارات دولار، وتراجع سهم Orsted بنسبة طفيفة 0.1%. في المقابل، صعدت أسهم BP بنسبة 0.1% بعد الإعلان عن أرباح صافية للربع الثالث بقيمة 2.21 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين. وأعلنت Philips عن إيرادات مجموعة للربع الثالث بلغت 4.3 مليار يورو وصافي دخل 187 مليون يورو، ما دفع أسهمها للصعود 2.5%.