رئيس ممثلي عمال السعودية بمجموعة العشرين: إلغاء نظام الكفالة أبرز إنجازات سوق العمل

أكد المهندس ناصر بن عبدالعزيز الجريد، رئيس ممثلي عمال المملكة في مجموعة العشرين ورئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية، أن المملكة العربية السعودية حققت خلال السنوات الأخيرة تحولًا نوعيًا في بيئة العمل وأنظمتها، بفضل الإصلاحات التشريعية والسياسات الحديثة التي عززت من حماية حقوق العمال ورفعت كفاءة سوق العمل.

وأوضح الجريد في حديث إعلامي أن اللجنة الوطنية للجان العمالية تمثل العمال السعوديين وغير السعوديين على حد سواء، وتضطلع بدور مهم في حماية حقوقهم وتمثيلهم محليًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن اللجنة تشارك في قمة عمال مجموعة العشرين وترفع توصياتها إلى القادة قبل القمة الرئيسية، إلى جانب دورها في تحسين بيئة العمل داخل المملكة.

وأشار إلى أن اللجنة شاركت بفاعلية في تطوير نظام العمل بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومن أبرز تلك الإصلاحات اعتماد العقد الإلكتروني الموثق، وإلغاء نظام بلاغات الهروب واستبداله ببلاغات التغيب، ما منح العامل حرية الانتقال بين المنشآت وفق ضوابط واضحة. وأضاف أن هذه الخطوات عززت العدالة والشفافية في العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل.

وبيّن الجريد أن برنامج حماية الأجور يعد من أبرز إنجازات المملكة في ملف الحقوق العمالية، حيث يُلزم المنشآت بضمان صرف الرواتب في مواعيدها المحددة عبر أنظمة إلكترونية متطورة مثل منصة “مدد”، وهو ما نال إشادة من منظمة العمل الدولية لفعاليته في حماية الأجور وتعزيز الثقة في سوق العمل السعودي.

وأكد أن التعديلات الأخيرة التي شملت إلغاء نظام الكفالة التقليدي تمثل خطوة تاريخية عالجت أحد أكبر التحديات في المنطقة، وجعلت العلاقة بين العامل وصاحب العمل أكثر توازنًا وإنصافًا. وقال: “ما تحقق لم يكن سهلًا، بل جاء نتيجة عمل متواصل وتعاون بين اللجنة وأصحاب العمل والجهات الحكومية، واليوم أصبح لدينا سوق عمل منفتح وتنافسي يخدم الجميع”.

وأوضح الجريد أن هذه الإصلاحات تسهم في تعزيز جاذبية الاستثمار الأجنبي للمملكة تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030، إذ توفر بيئة عمل حديثة قائمة على العدالة والمنافسة وتحفظ حقوق العامل والمستثمر في الوقت ذاته.

وأشار إلى أن اللجنة الوطنية للجان العمالية تواصل دورها التوعوي من خلال حملات تعريفية في مختلف مناطق المملكة وورش عمل في الغرف التجارية، إضافة إلى مركز الاتصال (الكول سنتر) الذي أطلقته اللجنة لتقديم استشارات قانونية مجانية لجميع العاملين باللغات المختلفة. وقال إن المركز يستقبل يوميًا أكثر من 150 اتصالًا من عمال سعوديين وأجانب، بنسبة رضا تجاوزت 97% عن الخدمات المقدمة.

وختم الجريد حديثه مؤكدًا أن ما تحقق من إنجازات في قطاع العمل السعودي خلال الأعوام الماضية انعكس إيجابيًا على الصورة الدولية للمملكة، مشيرًا إلى أن منظمة العمل الدولية أثنت رسميًا على التحسينات الجوهرية التي شهدتها المملكة في أنظمة العمل وحماية الحقوق.