وول ستريت" تسجل أرقاماً قياسية بين تهديدات ترامب وصعود الـ Big Tech


الجريدة العقارية الاثنين 03 نوفمبر 2025 | 07:29 صباحاً
وول ستريت
وول ستريت
وكالات

شهد سوق الأسهم الأمريكي ارتفاعاً قوياً غير متوقع، حيث سجل مؤشر "إس آند بي 500" زيادة بلغت 18% منذ فوز دونالد ترامب في نوفمبر الماضي، منهياً شهر أكتوبر بسلسلة مكاسب قياسية.

ورغم أن التوقعات الأولية ربطت هذا الصعود بخطط ترامب لخفض الضرائب والقيود التنظيمية، إلا أن المحللين يرون اليوم أن ديناميكيات السوق تحركها عوامل أكثر تعقيداً.

سياسات ترامب.. مصدر للتقلبات لا النمو التقليدي

لم يعد المحور الأساسي لتأثير ترامب في الأسواق يتركز حول التخفيضات الضريبية، بل حول محاولاته المتقطعة وغير المنتظمة لإعادة صياغة السياسات التجارية الأمريكية.

وقد أدت تهديدات الرئيس بفرض الرسوم الجمركية، والتراجع عنها أحياناً، إلى دفع مؤشر عدم اليقين حيال السياسات إلى أعلى مستوى له منذ عام 1900.

ووصف خبراء ماليون، مثل دين كيرنت من "ماكرو ريسك أدفايزرز"، موجة الاضطراب هذه بأنها "واحدة من أكثر موجات الانفجار في تقلبات السوق دراماتيكية التي شهدناها على الإطلاق"، مشيراً إلى أن الأسواق تفتقر إلى المرونة أمام الصدمات المتكررة.

وقد أدت هذه التقلبات إلى تراجع أداء شركات الصناعة التقليدية وباعة السلع الاستهلاكية، الذين تأثرت هوامش أرباحهم بارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية، مما جعلهم الأسوأ أداءً في السوق.

الذكاء الاصطناعي يقود الصعود وحقبة الـ 5 تريليونات دولار

لولا موجة الحماس الهائلة تجاه الذكاء الاصطناعي، لكان صعود سوق الأسهم الأمريكية أكثر تواضعاً بكثير. إذ شكلت شركات التكنولوجيا الكبرى الجزء الأكبر من المكاسب، حتى أن إصداراً معدلاً من مؤشر "إس آند بي 500" يستبعد الانحياز للقيمة السوقية ارتفع بنسبة 5.2% فقط، مما يبرز هيمنة عمالقة التكنولوجيا.

قادت موجة الذكاء الاصطناعي إلى إنجازات غير مسبوقة:

"إنفيديا" أصبحت أول شركة تبلغ قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار.

"أبل" و"ألفابت" تجاوزتا حاجز 4 تريليونات دولار لكل منهما.

تشكل أكبر سبع شركات تكنولوجيا أكثر من نصف مكاسب السوق الإجمالية.

ويعتقد المستثمرون أن هذه التكنولوجيا ما زالت في مراحلها الأولى من "القفز نحو مزيد من التطور"، مما يدفعهم لزيادة حصصهم في القطاع رغم المخاطر الأخرى.

سوق قوي ولكنه هش

على الرغم من المكاسب الممتازة التي بلغت 18% منذ الانتخابات، فإن أداء الأسهم الأمريكية في العام الماضي تأخر عن أسواق كندا واليابان وألمانيا.

ويؤكد الخبراء أن طفرة الذكاء الاصطناعي جعلت "من المستحيل تجنب الاستثمار في سوق الأسهم الأميركية"، بفضل حجم السوق وسيولته وآفاق نموه. ومع ذلك، فإن استمرار التقلبات السياسية وتهديدات الرسوم الجمركية يمثلان خطراً مستمراً يهدد استمرارية هذا الزخم.