روى نوبي حسين عبد الرسول، نجل مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون من محافظة الأقصر، تفاصيل مثيرة عن قصة اكتشاف المقبرة الأشهر في تاريخ علم الآثار، كاشفًا عن ذكريات والده وكيف بدأت الحكاية بالصدفة عندما كان طفلًا صغيرًا.
وقال عبد الرسول خلال مكالمة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب: "أهلًا أستاذ عمرو، يا باشا سعداء بيك. أيوه يا باشا أنا ابن مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، وعندي دلوقتي يومين تلاتة ونكمل 60 سنة".
وسأله أديب عن ذكرياته مع والده، فأجاب نوبي: "كان دايمًا بيحكي لينا عنها، كان الحلم ده عايشه كأنه لسه شايفه بعينه. هو كان دايمًا يقول إن المقبرة كانت رزق مكتوب من ربنا".
وأضاف نجل مكتشف المقبرة: "والدي ما احتفظش بحاجة من المقبرة. إحنا كنا العيلة الوحيدة اللي محافظة على الآثار آل عبد الرسول، والله يا باشا إحنا ناس مصريين أصيلين، والعالم كله يشهد إننا عمرنا ما اشتغلنا في تهريب آثار ولا طمعنا فيها، إحنا بنحافظ عليها بس".
وعن بداية الاكتشاف، أوضح نوبي: "البداية كانت مع جدي محمد عبد الرسول، اللي اكتشف خبيئة حتشبسوت سنة 1881، واللي اتعمل عنها فيلم المومياء للمخرج شادي عبد السلام، بعد كده أي بعثة أجنبية كانت تيجي تسأل على عيلة عبد الرسول لأنها العيلة الوحيدة اللي تعرف أماكن المقابر وطرق البحث".
وتابع قائلاً: "في الوقت ده كان فيه واحد اسمه لورد كارنافون، هو اللي كان ممول هاورد كارتر، تصادف إنهم اتقابلوا معانا، وهاورد كارتر ماكانش أصلاً عالم آثار، كان رسام بيعمل لوحات للسياح، العيلة كلها كانت بتشتغل في الحفريات، ووالدي كان طفل صغير يحب يروح معاهم".
وأضاف نوبي ضاحكًا: "أبويا كان مدلل، وفي يوم ركب الحمار ووقع عند أول عتبة من المقبرة — اللي هي السلالم اللي بتنزل لتوت عنخ آمون. ودي كانت صدفة ونصيب لأنهم كانوا بيدوروا بقالهم سنتين وما لقوش حاجة، وكان ده آخر يوم في الحفر قبل ما يسيبوا المكان".
وأردف قائلاً: "جدي نادى على هاورد كارتر ورجعوه، ولما شاف العتبة عرف إن ده اكتشاف كبير، وقتها كارتر كان مستعجل يفتح المقبرة، لكن جدي قاله لأ، لازم نستنى كذا يوم ونفتحها سنة سنة عشان البكتيريا والسموم اللي جوه، وفعلاً استنوا وفتحوا المقبرة بعد فترة."
وتابع نوبي حديثه بفخر: "لما شافوا الكنوز والمقتنيات، هاورد كارتر أهدى والدي قلادة تذكارية تقديرًا له، ولسه معانا صورتها في البيت، العالم كله بييجي يشوفها، القلادة دي رمز فخر للعيلة كلها، مش علشان قيمتها لكن علشان وراها حكاية مصرية عظيمة".
واختتم قائلاً: "إحنا آل عبد الرسول عيلة بتحب الآثار عشان نحافظ عليها، مش نبيعها، وجدي وعمي الشيخ علي عبد الرسول كمان صرفوا من مالهم الخاص على مقبرة الملك سيتي في وادي الملوك. الحمد لله ده تراثنا وإحنا بنصونه، وده اللي بيخلي العالم كله يحترم اسمنا".
واختتم الإعلامي عمرو أديب المكالمة بقوله: "أجدع ناس وأطيب أهل. أهل النوبة والأقصر تاج على راسنا، وتاريخكم هو تاريخ مصر كلها".
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض