السوبرانو شيرين أحمد تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير بصوت يليق بعظمة التاريخ


شيرين أحمد، المتحف المصري الكبير، المايسترو ناير ناجي، ، برودواي، ، الثقافة المصرية، الحدث العالمي، الفن المصري

الجريدة العقارية السبت 01 نوفمبر 2025 | 08:42 مساءً
السوبرانو شيرن أحمد طارق
السوبرانو شيرن أحمد طارق
حسين أنسي

في ليلة مصرية استثنائية امتزج فيها عبق التاريخ بروعة الفن، تألقت السوبرانو المصرية شيرين أحمد طارق في أداء أوبرالي مبهر خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، تحت قيادة المايسترو ناير ناجي، وبمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة السيمفوني، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الملوك والرؤساء ووفود 79 دولة من مختلف أنحاء العالم.

ظهورها على خشبة هذا الحدث العالمي لم يكن مجرد لحظة فنية عابرة، بل تتويج لمسيرة استثنائية امتدت من شغف الطفولة في ولاية ماريلاند الأمريكية إلى قمة المسرح الغنائي العالمي في برودواي، ثم إلى أضخم احتفالية ثقافية في تاريخ مصر الحديث.

من ماريلاند إلى برودواي.. رحلة موهبة مصرية استثنائية

وُلدت شيرين أحمد طارق عام 1994 في ولاية ماريلاند الأمريكية لأسرة مصرية أمريكية؛ فوالدها طارق أحمد مهاجر مصري يمتلك متجرًا للمجوهرات، ووالدتها ساندرا تعمل معلمة للغة الإنجليزية وناشطة في مجال حقوق الإنسان.

ورغم عشقها للغناء والتمثيل منذ الصغر، اختارت دراسة بعيدة عن الفن، فحصلت على بكالوريوس العلوم في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من جامعة "تاوسون" مع تركيز على العدالة الجنائية، لكن شغفها بالفن ظل حاضرًا، فبدأت في دراسة الصوت والرقص والتمثيل في معاهد متخصصة لدعم موهبتها أكاديميًا.

البداية على أمواج البحر.. وصوتٌ يطوف العالم

بعد سنوات من التدريب والبحث عن فرصة، خاضت شيرين اختبارات أداء عديدة حتى تم قبولها كمغنية على متن سفن الرحلات السياحية العالمية، حيث أمضت عامين تغني لأشهر الأصوات مثل سيلين ديون وماريا كاري وتينا تيرنر، لتكون تلك التجربة بداية الاحتكاك المباشر بالجمهور العالمي واكتساب الثقة والخبرة المسرحية.

تجربتها البحرية لم تكن سوى المحطة الأولى في رحلة المجد، إذ مهدت الطريق أمامها لبلوغ حلمها الأكبر: الوقوف على مسارح برودواي، أعرق مسارح العالم.

أول ممثلة مصرية بطلة على مسارح برودواي

عام 2018 كان المفصل الأهم في مسيرتها، حين تم اختيارها لأداء دور إيليزا دوليتل في المسرحية الموسيقية الشهيرة "سيدتي الجميلة" (My Fair Lady) من إنتاج مسرح لينكولن سنتر وإخراج بارليت شير.

في البداية كانت ممثلة بديلة للفنانة لورا بنتاني، وظلت تتدرب يوميًا على الدور لمدة عام كامل، حتى أسند إليها رسميًا في ديسمبر 2019 لتصبح أول مصرية تتصدر بطولة عمل على مسارح برودواي، في خطوة وُصفت بأنها كسر للصور النمطية عن الفنانين العرب في الغرب.

وقد كتبت عنها صحيفة واشنطن بوست مشيدة بصوتها القوي وأدائها المتقن الذي “يمزج بين الأصالة المصرية والانضباط الغربي”.

من برودواي إلى المتحف المصري الكبير.. الأداء الذي أسر القلوب

بعد رحلة عالمية ناجحة، جاءت مشاركة شيرين أحمد في افتتاح المتحف المصري الكبير لتؤكد مكانتها كأحد أهم الأصوات الأوبرالية المصرية الشابة على الساحة الدولية.

ففي حضور عالمي مهيب جمع قادة وزعماء من 79 دولة، وقفت شيرين على المسرح تغني بلغات متعددة بروح مصرية خالصة، وسط أنغام أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي، لتقدم لوحة صوتية مهيبة أعادت إلى الأذهان عبقرية الحضارة المصرية حين تمتزج بالفن الراقي.

وقد حظي أداؤها بإشادات واسعة من الحضور المحلي والدولي، الذين وصفوا صوتها بأنه “يليق بعظمة الحدث، ويروي التاريخ بنغمة مصرية خالدة”.

شيرين أحمد.. صوت يعبر عن مصر في المحافل العالمية

تجسد شيرين أحمد اليوم نموذجًا للفنانة المصرية العالمية التي تحمل ملامح الهوية أينما ذهبت، إذ استطاعت أن تضع اسم مصر على خريطة الفن الأوبرالي العالمي، وأن تثبت أن الموهبة المدعومة بالعلم والإصرار قادرة على تخطي كل الحواجز.

وبين برودواي ونيويورك والقاهرة، تواصل شيرين مسيرتها كرمز للفخر والإبداع، وصوت يعانق التاريخ والفن في آنٍ واحد، لتكون سفيرًا ثقافيًا لمصر الجديدة التي تمزج بين الأصالة والتجدد.

السوبرانو شيرن أحمد طارق
السوبرانو شيرن أحمد طارق