زاهي حواس: المتحف الكبير رمز لقدرة المصريين على صناعة التاريخ

وصف عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس المتحف المصري الكبير بأنه "هدية مصر للعالم"، مؤكدًا أنه يمثل إنجازًا حضاريًا وإنسانيًا غير مسبوق من حيث الحجم والمحتوى والأهمية الثقافية.

وقال حواس في مداخلة مع قناة  المحور، إن المتحف الكبير يتميز بثلاثة عوامل رئيسية جعلته يحظى بهذه المكانة العالمية؛ أولها أنه أكبر متحف في العالم يُبنى كمتحف أثري متكامل، مشيرًا إلى أنه نال رعاية دولية منذ بداية تصميمه بعد مسابقة معمارية عالمية شارك فيها أكثر من 1600 مشروع، فاز بها مهندس صيني يقيم في أيرلندا.

وأضاف أن العامل الثاني وراء تميّز المتحف هو موقعه الفريد القريب بصريًا من أهرامات الجيزة، مما يربط بين الماضي العريق والحاضر المعاصر في مشهد بصري مهيب.

أما العامل الثالث — بحسب حواس — فهو أن المتحف سيعرض للمرة الأولى المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، أشهر ملوك التاريخ، بطريقة حديثة ومبهرة تعتمد على أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم، قائلاً: "الناس في كل مكان ما زالت تتساءل: كيف عاش الملك توت؟ وكيف مات؟ ومن هما أبواه؟ لذلك فإن رؤية آثاره معروضة بهذا الشكل ستكون حدثًا عالميًا بكل المقاييس".

وأكد الدكتور زاهي حواس أن افتتاح المتحف شهد حدثًا استثنائيًا على مستوى العالم بحضور رئيس الجمهورية ونحو 40 شخصية دولية بارزة من ملوك ورؤساء دول وحكومات، إضافة إلى 500 وسيلة إعلامية نقلت البث المباشر للافتتاح.

وأشار إلى أن هذا الزخم العالمي يمثل مكسبًا سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا لمصر، موضحًا أن تكلفة المشروع التي بلغت نحو ملياري دولار سيتم تعويضها خلال أقل من عامين عبر عوائد السياحة المتوقعة، مضيفًا: "المتحف الكبير سيكون أيقونة ثقافية وسياحية تعيد لمصر مكانتها على خريطة العالم، وكل بيت في العالم سيتابع هذا الحدث بشغف وفخر".

واختتم عالم الآثار المصري حديثه مؤكدًا أن المتحف الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل هو "رمز لقدرة المصريين على صناعة التاريخ مرتين — مرة في الماضي، ومرة في الحاضر".