الذهب يرتفع ويتجه نحو ذروة جديدة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً صباح الخميس، لتنهي بذلك سلسلة من أربع جلسات متتالية من التراجع.

يأتي هذا الارتفاع بعد أن قلّص المتداولون رهاناتهم على مزيد من التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عقب تصريحات رئيسه جيروم باول التي قلّلت من احتمالية خفض إضافي لأسعار الفائدة في ديسمبر.

تأثير تصريحات باول وتقليص التيسير

تداول المعدن النفيس قرب مستوى 3950 دولاراً للأونصة صباح الخميس، بعد أن تراجع بنسبة 0.6% في الجلسة السابقة.

هذا التقلب جاء مدفوعاً بتصريحات باول، الذي نصح بعدم محاولة التنبؤ بمسار أسعار الفائدة لعام 2025، حتى بعد إقرار خفض متوقع بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء.

وقد أدت هذه التصريحات إلى ارتفاع عوائد السندات والدولار، وهو ما شكل ضغطاً مباشراً على الذهب (الذي لا يدرّ فائدة ويُسعّر بالعملة الأمريكية).

التهدئة التجارية تقوض جاذبية الملاذ الآمن

شهد الذهب تراجعاً حاداً في الأيام الأخيرة بعدما كان قد صعد بقوة إلى مستوى قياسي تجاوز 4380 دولاراً للأونصة الأسبوع الماضي.

ويُعزى هذا الانخفاض، جزئياً، إلى مؤشرات التقدم في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

اتفاق التهدئة: من المقرر أن يوقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفاق تهدئة تجارية خلال لقائهما الخميس في كوريا الجنوبية، وهو ما يضع أكبر نزاع تجاري في العالم في حالة تجميد، مما يقلل من جاذبية الذهب كـ "ملاذ آمن".

الصعود الصامت

على الرغم من التراجع الأخير، لا يزال الذهب مرتفعاً بنحو 50% منذ بداية العام 2025.

ويُعزى هذا الدعم القوي إلى عاملين رئيسيين:

مشتريات البنوك المركزية: استمرار عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم.

تجارة خفض القيمة: اهتمام المستثمرين بما يُعرف بـ "تجارة خفض القيمة"، حيث يتجهون لتجنب الديون السيادية والعملات لحماية أنفسهم من العجوزات المالية المتفاقمة.

وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أن السوق تشهد "تصحيحاً طبيعياً"، لكن السوق الصاعدة الحالية للذهب "لا يمكن مقارنتها بأي من الأسواق السابقة" من حيث اتساع وعمق الطلب النقدي.

في المقابل، انخفض إجمالي حيازات صناديق الذهب المتداولة لليوم الخامس على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة انخفاضات منذ مايو الماضي.

ويترقب مراقبو السوق صدور تقرير "مجلس الذهب العالمي" الفصلي في وقت لاحق من يوم الخميس، للحصول على مؤشرات واضحة حول شهية المستثمرين والبنوك المركزية تجاه المعدن النفيس.