السعودية تستعد لإبرام اتفاقيات بـ60 مليار دولار مع انطلاق «مبادرة مستقبل الاستثمار»

تشهد العاصمة السعودية الرياض حراكًا اقتصاديًا واسعًا بالتزامن مع انطلاق النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن حجم الاتفاقيات المتوقع توقيعها خلال أيام المؤتمر قد يصل إلى 60 مليار دولار، في مؤشر على قوة الزخم الاستثماري الذي تحققه المملكة عبر هذا الحدث العالمي.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن الربيعة إن هذا الرقم يعكس نجاح السعودية في تعزيز موقعها كمركز جذب للاستثمارات الدولية، وقدرتها على تنظيم مبادرات نوعية تُحدث تأثيرًا عالميًا، وتدعم مكانتها الاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف الربيعة أن مبادرة مستقبل الاستثمار تحولت إلى منصة عالمية رائدة تجمع قادة الحكومات والمستثمرين والخبراء من مختلف القطاعات، بما يسهم في بناء شراكات اقتصادية جديدة وفتح مسارات استثمارية تدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030، خاصة في مجالات التنويع الاقتصادي والاستدامة.

وانطلقت فعاليات المؤتمر اليوم في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتحمل نسخة هذا العام شعار "مفتاح الازدهار"، وتستمر حتى 30 أكتوبر 2025.

وبدأت أعمال المؤتمر بجلسات مغلقة شهدت مناقشات معمقة بين مفكرين وخبراء عالميين، تناولت موضوعات مبتكرة منها دور التكنولوجيا في المحاسبة الكربونية وقياس أداء الشركات المناخي، ومستقبل العملات المشفرة وبنيتها التحتية وتأثيرها على النظام المالي العالمي، وإمكانيات حوسبة الكم والعوائد المستقبلية منها، وأهمية الاستثمار في القيادة والتطوير البشري للمستقبل.

وخلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر، ستُعقد نحو 250 جلسة حوارية تتناول قضايا استراتيجية تشمل تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وبناء الثروات في ظل اتساع فجوة عدم المساواة، والآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية وإعادة تشكيل القوى العاملة، واستراتيجيات المواءمة بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.

ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 8000 شخصية دولية و650 متحدثًا بارزًا من رؤساء دول، وصناديق ثروة سيادية، وقادة أعمال عالميين، ورواد قطاعات التكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والمناخ والثقافة والتمويل.

ويؤكد هذا الحضور الكبير، بالإضافة إلى الاتفاقيات المرتقبة، الدور المتنامي للرياض كمركز عالمي يجمع صُناع القرار والمبتكرين لتحويل الأفكار والرؤى إلى خطط عمل واستراتيجيات تدفع بمستقبل الاستثمار والتنمية العالمية.