أعلنت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في إيرلندا، يوم السبت، فوز المرشحة اليسارية المستقلة كاثرين كونولي، التي حصدت أغلبية ساحقة تجاوزت 63% من الأصوات.
ويُعد هذا الفوز انتكاسة كبيرة لائتلاف يمين الوسط الحاكم.
وحققت كونولي (68 عاماً) فوزاً كبيراً على منافستها الوسطية هيذر همفريز، التي لم تحصل سوى على 29.5% من الأصوات.
وستخلف كونولي الرئيس المنتهية ولايته مايكل هيغينز (84 عاماً)، الذي شغل المنصب لولايتين متتاليتين مدة كل منهما سبع سنوات منذ عام 2011.
مواقف حاسمة وتوتر مع الحكومة
تُعرف كاثرين كونولي، وهي محامية سابقة، بصراحتها ومواقفها الحادة التي تسببت في توترات مع الائتلاف الحكومي الذي يهيمن عليه حزبا "فيانا فيل" و"فاين غايل" اليمينيان.
القضية الفلسطينية: تُعد كونولي من أبرز الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في البرلمان الإيرلندي منذ عام 2016.
كما شككت في مصداقية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشأن مواقفها من الحرب في قطاع غزة.
السياسة الدفاعية: تعارض كونولي زيادة الإنفاق الدفاعي، وتدعم بقوة تقاليد الحياد العسكري الإيرلندي، رغم أن البلاد ترتبط ببرنامج شراكة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) دون أن تكون عضواً فيه.
الاتحاد الأوروبي: تُعتبر كونولي من المنتقدين بشدة لسياسات الاتحاد الأوروبي.
تحالف يساري يقود الأمل
حظيت كونولي بدعم أحزاب المعارضة الرئيسية، بما في ذلك حزب الخضر وحزب "شين فين" القومي. ورغم أن كونولي لم تكن اسماً بارزاً في بداية السباق الرئاسي، إلا أن حملتها اكتسبت زخماً كبيراً، خاصة بين الناخبين الشباب.
وقد رحبت المرشحة الفائزة بالنتائج، وقالت شاكرة مؤيديها: "أنا سعيدة جداً".
يُعد فوز كونولي بمثابة دفعة قوية لصفوف المعارضة اليسارية، التي أصبحت أكثر تماسكاً بقيادة حزب "شين فين"، مما يجدد الآمال في بناء تحالف قادر على إنهاء سيطرة يمين الوسط على السلطة التي استمرت قرناً من الزمان.
تراجع المشاركة وطبيعة المنصب
شهدت الانتخابات الرئاسية هذه المرة تراجعاً في نسبة المشاركة وإلغاء عدداً قياسياً من الأصوات، حيث حمل بعضها رسائل معادية للهجرة أو عبارة "لا ديموقراطية".
وقد شعر العديد من الناخبين بالإحباط لغياب مرشح يميني واضح.
يُذكر أن منصب رئيس إيرلندا شرفي إلى حد كبير، ونادراً ما يستخدم الرئيس صلاحياته الدستورية، لكنه يلعب دوراً مهماً على الساحة العالمية ويستقبل رؤساء الدول الأخرى.
وقد أقرت هيذر همفريز بالهزيمة علناً، قائلة: "ستكون كاثرين رئيسة لنا جميعاً، وستكون رئيسة لي".
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض